تشهد الجبهات الشرقية والجنوبية في أوكرانيا تقدماً روسياً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، مع إعلان موسكو توسيع نطاق سيطرتها على عدة بلدات وقرى جديدة بالتزامن مع تصعيد الهجمات الجوية والصاروخية مع اقتراب فصل الشتاء.
يأتي هذا الزحف المتدرج وسط ضعف في القدرات الدفاعية الأوكرانية ونقص في القوات، بحسب قادة ميدانيين في كييف.
بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين إن قواتها سيطرت على بلدات دفوريتشانسكويه في مقاطعة خاركيف، وبلاتونوفكا في جمهورية دونيتسك، وقرية غاي في مقاطعة دنيبروبيتروفسك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مؤكدة استمرار العمليات الهجومية شرق البلاد.
في سياق متصل، أعلنت موسكو أمس الأحد إحراز قواتها تقدماً كبيراً في منطقة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا، والسيطرة على بلدتين جديدتين ضمن هجوم واسع يهدف، إلى بسط السيطرة على المنطقة بكاملها.
وأشارت الدفاع الروسية إلى السيطرة على ريفنوبيليا، وهو ما يضع بلدة هوليايبول تحت تهديد هجمات من عدة محاور.
كما أعلنت السيطرة على ملا توكماتشكا التي تبعد نحو تسعة كيلومترات فقط عن أوريخيف، والتي وصفها المدون العسكري الروسي الشهير يوري بودولياكا بأنها “بوابة دفاع أوريخيف” وصاحبة أهمية استراتيجية لا يمكن تجاهلها.
ووفق خرائط صادرة عن جهات مؤيدة لأوكرانيا، تواصل روسيا منذ يونيو الماضي التقدم في منطقتي دنيبروبتروفسك وزابوريجيا، بعمق وصل إلى 30 كيلومتراً على جبهة واسعة خلال الأسابيع الستة الأخيرة، مستفيدة من نقص القوات الأوكرانية وصعوبة الحفاظ على مواقع دفاعية متعددة تحت ضغط الهجمات الروسية بالمدفعية والمسيّرات.
فيما لم تصدر كييف تعليقاً جديداً على الإعلان الروسي، لكن القائد العام للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أكد الأسبوع الماضي احتدام القتال في عدة مناطق من جبهة زابوريجيا، بما فيها محيط هوليايبول، فيما أقر الجيش الأوكراني بتراجعه عن عدة بلدات في المنطقة.
ميدانياً، تسيطر موسكو حالياً على نحو 19% من مساحة أوكرانيا، بينما تسعى لفرض سيطرتها الكاملة على دونباس وخيرسون وزابوريجيا، وسط استمرار المعارك اليومية.
وفي إطار التصعيد الجوي، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت 36 مسيّرة أوكرانية خلال الليل.
يأتي ذلك فيما تستمر الضربات الروسية شبه اليومية داخل الأراضي الأوكرانية، والتي استهدفت فجر الاثنين مدينة بالاكليا في خاركيف، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بينهم أطفال، بحسب المسؤولين المحليين.
وتسعى موسكو أيضاً لاستهداف البنية التحتية للطاقة مع دخول فصل الشتاء، في حين تكثّف كييف ضرباتها المضادة ضد مستودعات ومصافي النفط داخل روسيا.
وعلى الجبهات الجنوبية، أعلن الجيش الروسي الأحد سيطرته على قريتين جديدتين، مؤكداً استمرار تقدمه البطيء باتجاه مواقع أوكرانية استراتيجية، بينما تسعى كييف للحفاظ على مدينة بوكروفسك في الشرق وسط ضغط متزايد.
المصدر : وكالات






























