بقلم: كيندة الجيوش
في العدد السابق كتبت عن تجربة هند بنت عتبة مع النبي محمد(ص) بهدف إظهار احترام الرسول — وبكل ما لديه من سلطة وقدرة — المرأة العربية اولا. وفي المقام الثاني لإظهار الجانب القوي لدى الرسول وعزمه وتصميمه على اعادة السيف الى غمده عندما تجنح الناس للسلم.
السلم أولى!!
وهنا — وبتجرد وبغض النظر عن الخلفيات الطائفية التي يمكن ان نرى من منظورها في الحادثة– أقول انه في المنطق فقد كانت هناك حرب دائرة بين المسلمين وغير المسلمين. وهند بنت عتبة جنحت للسلم رغم انه تم ايذاؤها وبشدة حين قتل المسلمين في غزواتهم احبتها واهلها. وهي فخر للنساء العربيات لشخصيتها القوية وتذكير بما كانت عليه النساء العربيات .. طبعا وبتجرد عن الناحية الدينية والإسقاطات الطائفية.. او اي إسقاطات اخرى لم يتم الرمي اليها..
وقولها في قصيدتها :” نحن بنات طارق..” ذهب قول ويهز الوجدان من الناحية الشعرية اليوم رغم مرور مئات السنين…
وأقول ذلك وبتشديد وبتجرد عن الناحية الدينية.
وهند في الواقعة استغربت ان يذكر الرسول — وهي جاءته مسلمة — او ان يذكرها بأنها قتلت عمه بينما قتل المسلمون العديد من اَهلها.. وهو الرسول المتسامح!
هند بنت عتبة كرمها الرسول وكرم اَهلها وزوجها حين قال: “من دخل دار ابي سفيان فهو آمن !”
ولكي نتخذ اليوم عبرة لنا في سوريا ..لنتذكر الرسول .. وهو رسول السنة والشيعة وهو من أحب المسيحيين وتزوج منهم وهو من أوصى بأهل الكتاب!– عندما استدرك نفسه.. فهو الرسول الحليم المتسامح.. رغم سلطة المنتصر.
هذه الأخلاق نحتاجها اليوم في بلادنا المكلومة والمتألمة..
في سوريا تعيش اقليات عربية كثيرة وأقليات دينية كثيرة وكل ما يجمعها محبة الارض التي راعتهم..
اليوم الجميع يسعى للسلام ولكن البعض ينظر للوراء وهو يحاول ان يخطو للأمام! سوف نتعثر ياسادة!
لن يكون هناك مجتمع سليم ونحن نربي اولادنا على حمل الاحقاد وتذكر الآلام! لنتعلم ان نسامح وان لا ننسى. نعم لا ننسى لأننا سنفقد درسا تاريخيا مهما وظيفته ان يمنعنا من الوقوع في حرب جديدة. لكننا نسامح ونغسل الصدور.
سوريا بلد جميل بأهلها ومحبيها وكل سكانها وأقلياتها عربا وكرد وارمن وشركس .. وغيرهم.
بلد محبة لكل الأديان والطوائف فيها.. بلد احبها كل من عاش فيها.. ونامل انها ستكون كذلك. الهدنة .. الهدنة .. والسلام