بقلم: رفاه السعد
قصة مضحكة مبكية .. فساد من نوع جديد في بلاد الرافدين ..سبعة مليارات دينار عراقي تتلف بسبب مياه الامطار ..قصة تثير اشمئزاز الشارع العراقي وتفتح قريحة المنتقدين وتحرك ريشة رسامي الكاريكاتير وتشعل مواقع التواصل الاجتماعي بتوجيه التهم بسرقتها . القصة بدأت عندما اعلن محافظ البنك المركزي علي العلاق عن تلف سبعة مليارات دينار بسبب دخول مياه الامطار الى احد المصارف ثم ينشر البنك تفاصيل الحادث
التلف حدث في مصرف الرافدين عام ٢٠١٣ في زمن تولي الدكتور عبد الباسط تركي مهمته كمحافظ للبنك المركزي اضافة الى كونه رئيس ديوان الرقابة المالية في حينها ..هذا ما كشفه البنك فقط ولا تفاصيل اخرى ..!!
وفي الوقت الذي يتساءل فيه العراقيون عن مصير الاموال التالفة وبدلا من ان يوضح البنك المركزي حقيقة ماحدث، يعرب
البنك عن استغرابه الشديد لإثارة الموضوع بعد خمس سنوات.. وهنا اسأل المحافظ من الذي يجب ان يستغرب نحن كشعب ام انتم يا مسؤولين ..من الذي يستغرب انتم ام نحن المستغربين من دخول مياه الامطار الى خزائن من حديد لتتلف المليارات اما بالنسبة للحكومة فحتى الان تلتزم الصمت ولم يصدر عنها اي تصريح رسمي يشفي غليل الشارع الملتهب الذي شن حملة سخرية ضد البنك حيث تداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر عملات نقدية عراقية وسط حوض من الماء الصابون لمدة يوم كامل في تجربة على ان العملة لن تتلف..بل تبقى مثلما هي في حين ذكر خبراء اقتصاديون ان التلف الذي حدث قد حصل في قيمة العملة الورقية وهي ماتقارب الاربع «سنت» وهذا يعني ان ماتم خسارته فعليا اكثر من خمسة ملايين دولاراً اميركياً وذكر الخبراء ان هذه الحالة اي «تلف العملة « اصبحت منتشرة في الاونة الاخيرة في بعض المصارف كضياع الف دولار في هذا المصرف وألفين في مصرف اخر وهكذا..!!
اذن طريقة جديدة للفساد
العالم اصبح يتعلم ويتقن دروس الفساد من العراق الذي بات الفاسدين فيه يبتكرون طرق وحيل جديدة.. صحيح ان ماتم هدره من اموال وثروات في العراق لا تقارن مع السبعة مليارات التي غرقت لكن ما يغضب العراقيين هو التحايل لخلق طرق فساد من نوع جديد فيما يعاني المواطن من سوء الخدمات والبطالة وسوء الاوضاع المعيشية والاجتماعية ووصف بعض الخبراء اعتراف محافظ البنك بالإدانة مطالبين بالتحقيق وليظل السؤال اين بقايا العملة التالفة وكيف دخل المطر إلى المصرف وخزائنه دون رد..!!