بقلم: حسّان عبد الله
يُقال: إنَّ سيِّدَنا سليمان عليه السلام الذي أعْطاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مَوْهِبَةَ التَّكَلُّمِ معَ الطيُورِ قد صَادَفَ في أحَدِ الأيَّامِ نِسْرًا عَظيمًا . وكانَ النِّسْرُ يُحَلِّقُ بِسَيِّدِنا سُلَيمان ، فسألَهُ النسرُ ماذا ترى ؟ أَجابَهُ : هَيْكَلي العَظيم والناسُ تَدْخُلُ وتَخْرُجُ . ثُمَّ حَلَّقَ به أعْلى وسألَهُ ماذا ترى ؟ فأجابَهُ أرى القُدْسَ ولا أُمَيِّزُ هَيْكَلي ، ثُمَّ حَلَّقَ ثانِيَةً وسألهُ : ماذا ترى ؟
فأجابهُ سُلَيمان : لا أرى شيْئًا .
ضَحِكَ النسْرُ وقال: أنا أرى نَمْلَتين تتَقاتَلانِ على حَبَّةٍ مِنَ الحِنْطَةِ . فقالَ سليمان : أَنْزِلْني لِأَراهُما ، فَذُهِلَ عندما رآهُما وأشَادَ بالنسر. فَرَنَّحَ الغُرورُ هذا النسر ووقعَ في شِرْكٍ كان أمامَهُ ، فَصاحَ أَنْقِذْني يا صديقي .
فابتسَمَ سيِّدُنا سليمان قائِلًا : كيف استَطَعْتَ أنْ ترى النمْلَتين مِنَ الجوِّ ولم تستَطِعْ أنْ ترى وأنت على الأرضِ الشِّرْكَ المنصوبَ لكَ ؟
أجابَ النسرُ : إذا وَقَعَ القَدَرُ عَمِيَ البصر. وأصبحَ كلامُ النسرِ مَثَلًا .