ان الكاهن الفرنسي الذي ساعد واحتضن الجرحى بعد أسوأ اعتداء ارهابي تعرضت له باريس خلال القرن الماضي يُبايع بطل حريق نوتردام.
جان مارك فورنييه، المرشد الروحي لفوج الإطفاء في باريس، أنقذ بيت القربان واكليل الشوك من الكاتدرائيّة المحترقة ليل الإثنين بعد دخوله المبنى بشجاعة كبيرة مع رجال الإطفاء.
فكان يُخشى من خسارة هاتَين التحفتَين الدينيَتين بسبب الحريق الذي لف الأثر الفرنسي الأبرز.
وقال أحد رجال الإسعاف: “إن الأب فورنييه بطل حقيقي. لم يخف أبداً ودخل مباشرةً نحو الذخائر الموجودة في الكنيسة ليضمن إنقاذها. هو يتعامل مع حالات الموت والحياة يومياً ولا يخاف أبداً.”
وتجدر الإشارة الى أنها ليست المرّة الأولى التي يقدم فيها الأب فورنييه مساهمته القيّمة لباريس فقد دخل مسرح باتاكلان في ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ بعد أن قتل ارهابيو الدولة الإسلاميّة بأسلحتهم ومفجراتهم ٨٩ شخصاً.
فصلى الكاهن على الموتى وساعد الجرحى وجميع الذين خسروا صديق أو قريب.
وقال فورنييه يومها: “مسحتهم المسحة الأخيرة على النحو الذي تسمحه لي الكنيسة الكاثوليكيّة.”
وكان الأب فورنييه وهو في العقد الخامس من العمر بدأ مسيرته الكهنوتيّة في ألمانيا قبل أن ينتقل الي فرنسا. انضم الى أبرشيّة القوى المسلحة في العام ٢٠٠٤ وأمضى سبع سنوات يعمل مع الجيش في جميع أنحاء العالم.
نجا في أفغانستان من كمين ذهب ضحيته ١٠ جنود.
وتجدر الإشارة الى أن اكليل الشوك ذخيرة مهمة جداً إذ تحتوي على ١٤ شوكة من إكليل شوك المسيح ومسامير غرزت جسده وبقايا من الصليب أتى بها الملك لويس التاسع الى باريس في العام ١٢٣٨
وكان الاكليل موضوع في صندوق من ذهب داخل خزينة الكاتدرائيّة ولا يُعرض إلا في مناسبات محددة جداً للجمهور.