أعلنت كندا والهند اليوم تعيين كلّ منهما مفوضاً سامياً (سفيراً) لدى الأُخرى، في أحدث مؤشّر على تحسّن العلاقات التي توترت على خلفية مزاعم رئيس الوزراء الكندي السابق جوستان ترودو بأنّ الهند متورطة في مقتل ناشط انفصالي سيخي على الأراضي الكندية.

وغادر المفوض السامي الهندي السابق كندا في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت وقالت أوتاوا إنه كان من بين ستة دبلوماسيين قامت بطردهم على خلفية صلتهم بمقتل الناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار في مقاطعة بريتيش كولومبيا في 18 حزيران (يونيو) 2023، بينما قالت الهند إنها سحبت بنفسها مفوّضها السامي.
وردّت الهند في اليوم نفسه بطرد ستة دبلوماسيين كنديين رفيعي المستوى معتمَدين لديها، من بينهم المفوض السامي بالنيابة آنذاك.
واتفق خليفة ترودو، مارك كارني، الليبرالي هو الآخر، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على إعادة تعيين كلّ منهما دبلوماسيين رفيعي المستوى في بلد الآخر عندما عقدا أول اجتماع ثنائي بينهما في كندا في 17 حزيران (يونيو) الفائت على هامش قمة مجموعة الدول السبع التي استضافتها كندا في مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان اليوم الخميس إنّ الدبلوماسي المخضرم كريستوفر كوتر سيتولى منصب المفوض السامي في نيودلهي الذي ظلّ شاغراً منذ أن غادره شاغله السابق في الخريف الماضي.
’’يعكس تعيين مفوضٍ سامٍ جديد نهج الخطوة الخطوة الذي تتبعه كندا لتعميق الالتزام الدبلوماسي وتعزيز التعاون الثنائي مع الهند‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية أنتيا أناند في بيان.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الهندية إنّ مفوضها السامي الجديد لدى كندا، دينيش ك. باتنايك، ’’من المتوقع أن يتولى مهام منصبه قريباً‘‘.
ونيجار، الذي صنّفته الهند كإرهابي في عام 2020، قُتل بالرصاص خارج معبد لطائفة السيخ في مدينة ساري في منطقة فانكوفر الكبرى في 18 حزيران (يونيو) 2023.
وقال ترودو في 18 أيلول (سبتمبر) من ذاك العام أمام مجلس العموم إنّ ’’أجهزة الأمن الكندية تتبّعت بنشاط مزاعم ذات مصداقية بوجود صلة محتملة بين عملاء للحكومة الهندية ومقتل المواطن الكندي هارديب سينغ نيجار‘‘، لكنّ نيودلهي رفضت هذه الادعاءات واتهمت أوتاوا بتوفير ملاذ آمن للانفصاليين السيخ الداعين لإنشاء وطن منفصل للسيخ يحمل اسم ’’خالصتان‘‘ ويتمّ اقتطاعه من الهند.
وتضمّ كندا أكبر مجموعة سكانية من طائفة السيخ في العالم خارج ولاية البنجاب الهندية. ويقيم معظم الكنديين السيخيين في مقاطعتيْ أونتاريو وبريتيش كولومبيا.
والهند هي المصدر الرئيسي للعمال الأجانب المؤقتين والطلاب الدوليين في كندا، فضلاً عن كونها سوقاً مهمة للبقوليات الكندية كالعدس والبازلاء الصفراء.
وسبق لرئيس الوزراء الكندي أن أكّد على أهمية تنويع التجارة بعيداً عن الولايات المتحدة التي تجتاز العلاقات التجارية معها أزمة صعبة على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن وردّت عليها أوتاوا.
ويأتي إعلان تبادل السفراء مجدداً بين أوتاوا ونيودلهي غداة بدء تطبيق قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفةَ الرسوم الجمركية على الواردات من الهند إلى 50%، ما شكّل ضربة قوية للعلاقات التجارية الأميركية الهندية.
(نقلاً عن راديو كندا الدولي)































