بقلم: ماريان فهيم
لا اعلم ان كان هذا نوع من انواع الشفافية ام انه وسيلة لاخلاء المسئولية والقاء اللوم على ضعف الامكانيات لكن ما اظنه ان سيل التصريحات التي يتفوه بها المسئولون حصدها الوحيدة هو اثارة الزعر في نفوس المواطنين ، تحديدا اود ان اعلق على ما قاله احد مسئولي وزارة النقل، بإن 40% من كباري مصر تخطت عمرها الافتراضي ، مضيفا ان الطرق التى تم إنشاؤها منذ سنوات غير مؤهلة للتعامل مع الأمطار والسيول، ” خد قرار بدل ما تتكلم”
واريد ان اتطفل واسأل المسئولين بعد ان ادركتم المشكلة واعلمتم بها المواطنين وفندتم اسبابها ماذا ستفعلون بحكم وظيفتكم ؟ فهل يخفي عليكم ان اغلب كباري مصر اسوارها مائلة وفواصلها متسعة ومليئة بالحفر ولا تتوقف عن الاهتزاز نتيجة الأحمال الزائدة ام انكم تذهبون الى مكاتبكم بالطائرات !
وهل هذا تحايل على الموقف ام هروب من المسئولية كون لاتوجد هيئة واحدة مسئولة عن الكباري ، فان كنت تظن مثلي ان الكباري الموجودة في مصر تتبع الهيئة العامة للطرق والكباري فانت مخطئ ، حيث ان 64,6 % من الكباري تابعة للهيئة العامة للطرق والكباري و 24,7 % تابعة للهيئة القومية لسكك حديد مصر ، و8,8 % من الكباري تابعة لمديريات الطرق بالمحافظات، 1,7 % تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية ، و0,2 تابعة للشركة المصرية لإدارة و تشغيل مترو الأنفاق ، ومن ثم عند وقوع حادث فما عليك الا بمراجعة الجدول حتي تعرف المسئول الذي لن يحاسب!
صيانة الكباري اهم قاعدة في انشائها ، ننشئ المشروعات وننفق عليها مليارات وفي النهاية نتركها ليد الاهمال ، فتتلف قبل عمرها الافتراضي، فالعمل الدوري الوحيد الذي يتم لهذه الكباري هو قيام عامل النظافة “بكنس” الكوبري والقاء مخلفاته على من هم اسفله وصدق ذلك اولابد ان تصدق!
قد تكون الكباري في مصر مراقبة بكاميرات وهذا شئ يشاد به – ليس جميعها- ولكن ماذا نفعل بهذه المراقبة طالما لا تمنع الحمولة الزائدة او تتدخل في عمليات تجميع وحرق القمامة الممنهجة التي تتم اسفل هذه الكباري !
وان كانت صيانة الكباري – النادرة- تسبب تكدس مروري وشلل في المحافظة باكملها لذا في الاغلب لما لا يتم اختيار ايام الاجازات والاعياد حيث يقل الضغط لإجراءها!
وطالما سيتحدث عن ضعف الاماكنيات هذا المسئول فهل من الممكن لسيادته ان يطلعنا اين تذهب اموال تجديد تراخيص السيارات والكارتة و المواقف و ما شابه ذلك؟ وان كنت لا تملك الامكانيات المادية فعلي الاقل اوقف الرشوة بداية من المقاول والمشرف على التنفيذ واستشارى المقاول واستشارى المشروع وتصدي للغش في مواد البناء واستبدال فواصل كباري باخري غير مطابقة للمواصفات لكونها مصنعة بورش الشركة التي تقوم بالبناء !
سيدي المسئول التواكل على الصدفة لن يجدي طويلا ومن ثم فان كنت تنتظر وقوع الكارثة بهذا الكم وهذا الكيف من الهدوء فلا ترعب المواطنين بتصريحاتك !