بقلم: سونيا الحداد
وُلدت من رحم الحلم. حلم يحمل شعلته الدائمة في قلبه وروحه وفكره. ينشرها نورا في دياره وحيثما حلّ. ارضك المقدسة قدرها قدر الفينيق يحلق جمالًا الهيا يقبل الشمس، يحترق في نار توقه وعشقه الى الكمال والحرية، ومن رماد آلجمر يولد درّة متألقة، أعجوبة يتهافت الجميع عليها يودون اقتنائها. ثمنا باهظا يدفعه كل من ولد نصف اله!
اليوم انت يا وطني، تتخبط وتحاول النهوض من جمر ثورة عطرها من عطرالأرز، أميرة فينيقية تلوّح فخورة بوشاح ألوانه لبنانية، وشاح يسقط جميع الأقنعة الدولية والمحلية. يحمله أطفالك، شبابك ومن شاب رأسهم يحلمون بعودة أنشودة النسيم. نسيم الحياة الأبدية!
نعم يا وطني، اليوم هو اليوم المنتظر. يوم انجلاء البصيرة والبصر. تجمعنا وحدة الهوية وجذورنا اللبنانية. إنه نقطة التحول التي لا عودة بعدها. المخاض عسير وخطير، الرهان كبير ولكنك ندرت أن لا تكون مربط خيل لأحد، ولا إمارة فقيه أو دير أو منتظر. انت ستولد لبنانيًا مدنيًا معتوقا متحررًا من خفافيش الليل الذين مصوا دماءك، الذين باعوك بأربعين فضة ورقصوا على جثتك. ستولد وفي قلبك الإيمان ومذهبك وحده الإنسان… انا مؤمنة وكلني ثقة بأن المسيرة لن تتوقف ابدا بعد اليوم، وأن أبناؤك الذين اكتووا بجمر العذاب سيتوحدون ويتعاملون معك بحكمة تخولهم إيجاد أنجع الحلول وأسلمها التي تقودهم الى بر الأمان والسلام. سلام يستحقونه وبجدارة لن يدعوه يرحل بعد اليوم.
لآ يمكن لأحد أن يسلبك جوهرك، مصيرك ومهمتك الأزلية. ستبقى تلك المنارة التي تتوسط الشرق والغرب. ستبقى قبلة كل من يتوق الى الحرية والحياة. شاءوا أم أبوا، انت في النهاية المنتصر!