بقلم: الدكتور غازي الفنوش
حالة كثيرة الحدوث تسبب ألماً وخدراً في اليد، تحدث نتيجة انضغاط عصب يمر في منطقة المعصم (أو الرسغ) ويسمى العصب المتوسط، تعرف هذه الحالة المرضية بـ “متلازمة نفق الرسغ”، وهي من المشكلات الصحية المتزايدة في العصر الحالي، وقد تكون مشكلة بسيطة في بعض الأحيان، بينما تحتاج إلى تدخل جراحي في حالات أخرى .
بعد أن يُعطي العصب المتوسط أليافاً عصبية لعضلات الساعد يتابع مساره مُصاحباً أوتار تلك العضلات، ثم يمر عبر ممر في المعصم إلى اليد، وهذا الممر يعرف بالنفق الرسغي، حيث يقوم العصب المتوسط بتوفير الإحساس للإبهام وباقي أصابع اليد ماعدا الخنصر، كما يقوم بتزويدها بالإشارات العصبية اللازمة لتحريك العضلات حول قاعدة الإبهام، أي أن لهذا العصب وظيفة حركية بجانب وظيفة الحس، ويحدث غالبا تضيق في النفق الرسغي لدى الذين يعانون من؛
- إلتهاب المفاصل الروماتويدي والداء السكري وقصور وظيفي في الغدة الدرقية .
- أثناء الحمل وكذلك بعد توقف الطمث، نتيجة حدوث احتباس السوائل داخل الجسم مما قد يؤدي إلى حدوث زيادة للضغط داخل النفق الرسغي على العصب المتوسط .
- كذلك لدى الشخص الذي يعتمد عمله على استخدام يده بإفراط ومن أمثلتها العزف على الآلات الموسيقية، وكذلك استخدام الكمبيوتر والموبايل لفترات طويلة .
- وبعد التعرض لكسور في عظام الرسغ .
الأعراض :
يشعر المصاب بخدر و تنميل وألم في يده و أصابعه، وتحدث غالباً في أصابع الإبهام، السبابة، الوسطى، مع شعور يشبه شعور التعرض لصدمة كهربائية في هذه الأصابع، ولا يشمل ذلك الإصبع الخنصر، مع حدوث ضعف في قبضة اليد الذي قد يؤدي أحيانا إلى سقوط الأشياء من الشخص عند حملها، ويزداد أيضًا الشعور بالوخز والحرقة والألم إذا تركت اليد والذراع المصابة ساكنة من غير حركة لفترة طويلة، ومع تطور الحالة فإن الألم قد يزداد لدرجة يوقظ المصاب من النوم ليلاً .
التشخيص :
يمكن للطبيب تشخيص متلازمة النفق الرسغي بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، وفحص يده للبحث عن ضمور عضلاتها، ويوجد عدة اختبارات تستخدم للتأكد من الإصابة بمتلازمة نفق الرسغ وتتضمن؛ - دراسة التوصيل العصبي وذلك بوضع أقطاب كهربائية على اليد وقياس سرعة نقل نبضات العصب إلى العضلات .
- تخطيط كهربائي للعضلات ويتم بإدخال إبرة رفيعة إلى العضلة، لتحديد التلف الناتج عن الضغط على العصب المتوسط .
- التصوير بالأشعة السينية للتأكد من عدم وجود كسر في عظام الرسغ، وكذلك التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتقييم حالة العصب
العلاج :
المعالجة المحافظة :
هناك عدد من الإجراءات تهدف إلى تخفيف الأعراض، ومنها فترات راحة لأيديهم من الأنشطة التي تسبب الشعور بالتنميل أو الخدر، و وضع كمادات باردة لتخفيف التورم، وتثبيت الرسغ باستعمال جبيرة على الرسغ واليد أثناء الليل، واستخدام الموجات الصوتية.
وإذا أستمر الشعور بالألم ينصح بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرودية مثل البروفين والنابروكسين، و يعطى كذلك فيتامين B6، وفي حال عدم تحسن الأعراض تعطى حقن الكورتيزون في منطقة النفق الرسغي، كما يمكن استخدام الليزر في العلاج حيث يقوم بتحفيز العصب المتوسط .
العلاج الجراحي :
يُلجأ للتدخل الجراحي بعد فشل المعالجة المحافظة، ويتم ذلك إما بالفتح الجراحي وفيها يقوم الطبيب بقطع الرباط الرسغي المستعرض، فيتحرر العصب المتوسط المضغوط .أو بالطريقة الثانية وهي الأحدث، وتتم بالمنظار الجراحي من خلال شق صغير للغاية عند معصم اليد ومن ثم قطع الرباط الرسغي …