بقلم: سليم خليل
إنه جون ماكفي من مواليد عام ١٩٤٥ وتوفي عام ٢٠٢١ مشنوقا في غرفة سجنه في أسبانيا . ولد في إنكلترا ودرس برمجة الكمبيوتر في الولايات المتحدة وإخترع عام ١٩٨٧ برنامج مضاض لفايروسات الكمبيوتر ؛ ما من أحد يجهل أهمية هذا البرنامج الذي يوقف فايروسات يدسها مغامرون تعطل وتدمر برامج الكمبيوتر ؛ أسس شركة لتسويق برنامجه ثم باع شركته وإختراعه بمائة مليون دولار أميركي في آخر تسعينيات القرن الماضي ثم بيع الإختراع إلى شركة إينتيل عام ٢٠١٠ بمبلغ ٧،٦٨ بيليون دولار.
ترشح لرئاسة جمهورية الولايات المتحدة عن حزب الأحرار المتطرفين لدورتين ٢٠١٢ و ٢٠١٦ وعندما سألته الصحافة ما هي مؤهلاتك لترأس دولة عظمى جاوب: الحرب العالمية القادمة ستكون تقنية سيريالية وأنا أتقن هذا العلم أكثر من أي مرشح مثل دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون ؛ والرئاسة الأميركية في المستقبل بحاجة إلى علماء مثلي .
قناعاته في الحرية لا حدود لها ؛ يقول أنا لا أريد أن أدفع ضريبة لتصرف طعاما للمحتاجبن ، لتعتني بهم الدولة ، لقد درست وكلفتني دراستي جهدا هائلا وأموالا طائلة، نقودي من تعبي ولا يحق للدولة محاسبتي. عندما صدر أمر ملاحقته من الدوائر المالية هرب إلى بيليز في أميركا الوسطى وعاش حياة خلاعية بلا حدود : أسلحة مختلفة ، مخدرات ؛ كحول ونساء إلخ .. زوجة رسمية ودرزينة فتيات …
إقتنى كلبين من الحجم الكبير وكان الكلبان دائمي العواء والضجيج ؛ إشتكى الجيران لكنهم خافوا من الأسلحة ومن مجتمعه الشبيه بخمَارة . إستفاق صباح يوم ووجد الكلبين دون حركة وبعد الفحص تبين أن الموت نتيجة التسمم . بعد أيام معدودة وجدت الشرطة جثة أحد الجيران الذي كان على خصام مع ماكفي وأحد المعترضين على الصخب والضجيج ، توجهت الشكوك نحو ماكفي بأنه القاتل وبدأ التحقيق بالجريمة واتهمت السلطة ماكفي بالجريمة الذي وجد نفسه بخطر وأنه لن يحصل على عدالة في بيليز!
فجأة إختفى مع عشيرته الخلاعية .
تبين بعد التفتيش أنه دفن نفسه تحت رمال الشاطىء لعدة أيام وأمن طريقة للتنفس، عندما شعر أن التفتيش عليه توقف قام من قبره وهرب في يخت كان قد جهزه للسفر البعيد وغادر إلى كولورادو ثم تنقل في عدة ولايات في الولايات المتحدة إلى أن غادر إلى جزيرة كوبا ثم إلى الدومينيكان ومنها إستطاع الهرب إلى أسبانيا. لا يخفى شيئا على رجال أمن الولايات المتحدة ، لهم عيون وآذان ومخبرين في كل بقاع الأرض، إعتقلته السلطات في أسبانيا لترسله إلى الولايات المتحدة يملك مالا كافيا ليكلٍف أعظم المحامين للدفاع عنه وليوقفوا أمر الترحيل ؛ لكن القضاء حكم بإعادته إلى الولايات المتحدة.
وفي يوم في الصباح قدم عمال السجن ومعهم وجبة الفطور وفوجئوا بجثته معلقة والحبل ملفوفا على رقبته ..
صدر التقرير بأنه مات منتحرا … قالت زوجته التي أعتبرها الزوجة الرسمية إنها مؤامرة وتم قتله وهي متأكدة بأنه قوي كفاية ليجابه الصعوبات ويستحيل أن يضعف لينتحر…
لدى سؤاله ما هو عدد أطفالك؟ قال إن له ٤٧ إبنا وإبنة أعمارهم بين ١٦ و ٤٥ وله ٦١ حفيدا وعددا من أبناء الأحفاد .
قيل عنه أنه قوي الشخصية وله قدرة للسيطرة على من حوله … له ما يقارب مليون تابعا على التويتر وجميعهم متأثرين بمبادئه التحررية الشاذة . ليس له أصدقاء ؛ إستغل كل من رافقه ؛ قال : هناك شبح يريد أن يتحكم بمستقبلي الغير موجود …
توفي يوم ٢٣-٦-٢٠٢١ ووضعت إدارة السجن جثته في ثلاجة ؛ ما تزال الجثة في أسبانيا تطالب بها زوجته وإحدى بناته للتشريح ولمعرفة سبب الوفاة .