بقلم: كينده الجيوش
وفِي عيد الميلاد المجيد أحب ان أذكّر بمن نحن كعرب وكسوريين ومنها قصة جميلة روتها والدتي ،وهي سيدة مسلمة ولكنها عاشت وأحبت الأديان كلها سواسية! وهي من مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا .. انها وهي طفلة صغيرة تجاذبت الحديث وتجادلت بشدة مع صديقتها المسيحية عن السيدة مريم العذراء والمسيح !! هل هما جاءا للمسيحيين ام للمسلمين!! ووالدتي تعرف انهما للمسلمين !! هكذا علمها والدها جدي ..وجدتي !! وبعد الاحتكام الى كبير.. فسّر لهما جدي بان الأنبياء والقديسين هم للمسلمين والمسيحيين معا!! وان لا فرق بين الأديان !! وانه وان كان كل نبي جاء برسالة من الخالق في وقت مختلف!! لقوم مختلفين ولكن الخالق واحد!!
وكبرنا وكنا نحب كثيرا عندما تعرّف اختي الصغيرة السيدة العذراء بأنها «أمي» وأما والدتي فهي «ماما»!!!
وفي سوريا الف رحمة لوالدتي التي علمتنا ان العذراء هي امنا جميعا وان المحبة هي في روح الله!
وأتينا الى كندا لنرى بان هذه المفاهيم هي التي يحاول القيمون على سلامة التعليم والمجتمع ان يحافظوا عليها! لنساعدهم ونكون دعما لهم. وطبعا نحن لا نختبئ خلف إصبعنا ونقول انه ليس هناك تفرقة وليس هناك عنصرية بالمطلق! ولكن ما نحاول ان نقوله ونكونه آليوم هو ان الخير يجب ان يغلب وان الفئات المتعلمة والمثقفة والحكيمة يجب ان تأخذ دورا أكبر ولا تسمح للحثالات وثقافة ومفاهيم الحثالات ان تمر اوً تبقى دون مواجهة !
السيدة العذراء ذكرت في القران وهى وحدها ـ دون كل النساء ـ التى احتفل بها القران وكان لها سورة كاملة باسمها.. وكانت من اهم سور القرآن وعدد آياتها مائتان باسم أهلها وذويها «آل عمران».. ثم جاء ذكرها فى القرآن الكريم فى آيات أربع وثلاثين.. مرة وحدها.. ومرات مع ابنها سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.. نعم إنها سيدتنا العذراء مريم البتول.. وفي اول القرآن وفي «سورة البقرة» كان ذكرها فى قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس».
ثم هناك مكانة سيدتنا العذراء عند ربها.. وسموها وطهرها.. وإعلان اصطفاء الله لها.. مكانة سيدتنا العذراء عند الله باصطفاءين.. فى قوله تعالى: «وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين». وبعدها تأتى آية أخري.. تسجل لها بشارة لأكرم أعظم وأسمى وأمجد ولادة.. حفلت بها الدنيا في قوله تعالى: «إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين»
سلام لك يا مريم يا امنا جميعا.. مبارك ميلادك المسيح عيسى ابن مريم.