بقلم: يوسف زمكحل
لا شك أن عرض نقل المومياوات يوم السبت 3 أبريل 2021 من المتحف المصري للمتحف القومي للحضارة المصرية قد بهر العالم كله وأثبت أن الحضارة المصرية هي أصل كل الحضارات وتجعلنا نفخر بأننا أحفاد الفراعنة الذين صنعوا المجد لبلادهم .
وفي هذا العرض تم نقل 22 مومياء عبارة عن 18 ملكاً و4 ملكات ينتمون للأسر 17 ، و18 ، و19 ،و20 وقد أختارت وزارة السياحة أخر ضوء للشمس لأن ذلك يتناسب مع فلسفة الدفن عند المصريين القدماء وأستغرق الموكب من ميدان التحرير حتى الفسطاط الممتد ل5 كيلو مترات نحو 49 دقيقة . ونقل المومياوات و17 تابوتاً تم وضع المومياوات على حوامل من معدن تم تصنعيها في أمريكا حتى لاتتفاعل مع جسد المومياء ثم نقلت في كبسولات معزولة نيتروجينياً بدرجة حرارة ورطوبة حتى لا تنفجر .
وعملية نقل المومياوات ليست الأولى لها فقد تم تنظيم حفل مهيب في القاهرة لعرض المومياوات الملكية في متحف بولاق في حضور الخديوي توفيق وعقب بناء المتحف المصري في التحرير عام 1902 تم نقل المومياوات الملكية إليه لكن في عام 1931 تم نقلهم إلى ضريح الزعيم سعد زغلول في عهد الملك فؤاد الأول حيث دفن سعد زغلول بداية في الإمام الشافعي لأن الضريح بني بعد وفاته ثم تم نقل رفات سعد زغلول للضريح بعد وفاة الملك فؤاد الأول .
وفي عام 1936 عادت المومياوات الملكية إلى المتحف المصري بالتحرير ولكن لم يتم عرضهم إلا في عام 1952 وفي عام 1994 تم تخصيص قاعة المومياوات الملكية بالتحرير في عهد الرئيس حسني مبارك . ومن بين الملوك والملكات رمسيس الثاني وسفنن رع وتحتمس الثالث وسيتي الأول وحتشبسوت وميريت أمون وأحمس وزوجته نفرتاري .
وأوضح زاهي حواس عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق أن سبب نقل المومياوات الملكية هو رغبة القائمين على الآثار في عرض المومياوات بطريقة علمية تشمل الملك وبعض قطع من آثاره مؤكداً أن كل ما تم أتخاذه كان وفقاً لنتائج الدراسات التي تمت والتي تخلو من الإثارة فضلاً على العمل على تنويع مصادر الجذب السياحي وأكد أنه كان من المقترح أن يكون النقل بلا فعاليات إلا أن الرئيس السياسي وجّه برفع كفاءة كل المنطقة المحيطة والخروج بالمومياوات في موكب يليق بعظمة ملوك مصر .
لا شك أن هذا الحدث الهام كان بمثابة دعاية سياحية كبيرة لمصر ستجذب إليها الملايين من السياح في المستقبل القريب .