بقـلم: فـريد زمكحل
دُهشت كثيراً من الموقف السياسي المُعلن للحكومة السودانية في قضية «سد النهضة» والمساند بصورة كلية لسياسة أثيوبيا العدائية ضد مصر في هذا الملف الخطير الذي يمس ويُهدد حياة أكثر من 100 مليون مصري في حقه المشروع في الحصول على المياه.. الأمر الذي تناساه السودان جزئياً وكلياً تحت شعار «السودان أولاً».
متناسون عن عمد بأن السودان بكل مّن فيه كان جزءاً لا يتجزأ من المملكة المصرية، حيث كان الملك فاروق ملك مصر والسودان قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، وقيام الرئيس جمال عبد الناصر بالتنازل عنه تحت مسمى القومية العربية، وأوهامها بهذا الشكل الغريب لنصل لهذا اليوم الذي أصبحنا نشاهد فيه المجلس العسكري الحاكم للسودان وهو يُحاول غرس خنجر الغدر في صدر الدولة المصرية والشعب المصري.
وفي تقديري أنه قد حان الوقت لاستعادة الدولة المصرية لهيبتها المفقودة مع بعض دول الجوار على جميع الأصعدة المخابراتية والعسكرية والسياسية لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، خاصة بعد عدم احترام الجانب الأثيوبي لبنود الاتفاقية المبرمة بين الدولتين برعاية أمريكية وتخلَّفهم المتعمد عن الحضور لعدم التوقيع عليها، وهو ما يفسر هذا التحول المُعيب في الموقف الرسمي المُعلن للحكومة السودانية المؤقتة في تواطؤ واضح وتعاون وثيق بينها وبين الحكومة الأثيوبية لضرب مصر ومنعها من الحصول على حقها الطبيعي المتعارف عليه منذ القدم.
والسؤال الأهم مَّن الذي يقوم بتحريك الدولتين الآثيوبية والسودانية لضرب مصر والنيل من أمنها القومي؟
وعليه لابد وأن تتعامل مصر مع الموقف تحت شعار (مصر أولاً) ضاربه عرض الحائط ببنود الاتفاق التي وقعت عليه بالحروف الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية والتعامل مع الموقف الأثيوبي بمثابة قرار إعلان حرب على مصر يستوجب الرد العسكري الحاسم، والذي سيجبر أثيوبيا والحكومة السودانية للجلوس والتفاوض بلا قيد أو شرط.
وفق الله مصر ونثق بالمساندة العربية لها في حربها الأهم على الاطلاق للحياة والتنمية .. حفظ الله مصر وقائد مصر وشعب مصر وتحيا مصر!!