بقلم: عبدالله الديك
فقدت مصر والعالم العربي .. إعلامي قدير .. مختلف .. جريء .. عاشق اللغة العربية بكل روافدها مميز في نطق مخارج حروفها .. بليغ.. فصيح .. مشرف دائماً.. المحاور حيث أحب لقب الي قلبه .. الأستاذ الكبير مفيد فوزي ..
صاحب الشخصية المتميزة في بلاط صاحبة الجلالة .. صاحب البصمة الفريدة .. تحقيقاته متنوعة .. حواراته ناجحة .. صوته مميز .. حاور أهم الشخصيات السياسية و الأدبية والفنية و الرياضية .. علي مستوي الوطن العربي خلال مسيرته المهنية .. صاحب مدرسة أخرجت إعلاميين مميزين .. تميز بأسلوب جميل .. تسمح لي أن اسألك ..
“ حديث المدينة “ برنامجه الشيق .. كان ينتظره الجميع علي مدي ربع قرن .. خرج بالكاميرا الي الشارع المصري .. أحس بنبض المواطن عن قرب ..
مفيد فوزي .. قيمة و قامة صحفية وإعلامية رفيعة المستوي .. قل أن تجد مثلها ..تاريخه الصحفي والأدبي حافل بالعمل والعطاء والإخلاص ..
عالق بذهن المصريين حادثة محاولة اغتيال صاحب نوبل الأديب الكبير نجيب محفوظ.. حيث ذهب الأستاذ مفيد بالكاميرا الي محبس القاتل .. وكان شاب في مقتبل العمر لم يتعدي العشرين عاماً .. سأله مباشرة أنت ياولد تعرف مَن الذي حاولت قتله .. هل قرأت له ..كم دفعوا لك.. وكانت الصدمة أن الشاب لا يعرف القراءة والكتابة .. مغيّب استؤجر للقيام بفعلته ..!!
تزوج الإعلامية القديرة أمال العمدة و بكاها كثيراً عند انتقالها و ظل اميناً لها و لابنته الإعلامية حنان مفيد ..
عاش في محراب الصحافة عمره كله تشرفت بمقابلته إثناء إقامتي في المدينة العامرة ابوظبي.. عندما جاء الي مؤتمر القدس .. الذي دعي إليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان .. طيب الله ثراه ..وكان والمتحدث الرئيس معلم الأجيال البابا شنودة الثالث.. ومرة أخري في دبي بمركز سيتي مول .. اعلم انه زملكاوي كبير ويعشق القلعة البيضاء .. بادرته أنا زملكاوي مثلك .. ابتسم و احتضنني .. وكانت بداية التعارف وأسهب في شرح عشقه للزمالك العظيم …
وداعاً للأستاذ الذي لن تجود بمثله الأيام ..
سامحنا .. اقبل اعتذارنا عن كل الشامتين لموتك .. هم لا يعرفون قيمتك .. و مقدارك .. أنت المصري الأصيل الذي عشق تراب مصرنا الغالية .. ثقافة الشماتة في الموت تفشت في هذه الأيام الغبرة هذه ..
يارب ارحم نفس عبدك .. و رتبه في أحضان القديسين ابراهيم و أسحق و يعقوب.. حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد .. بل حياة لا تفني .. هللويا