بقلم: تيماء الجيوش
التغيير والتقدم للمرأة هو ما ميّز عمل ثلاثة نساء كنديات من كيبيك دافعن عن العدالة الاجتماعية دون هوادة و تمّ تكريمهن لهذا العام من قبل Canada Post حيث أصدرت كندا بوست طوابع تحمل صورهن و أسمائهن و هن على التوالي Lea Roback. Madeleine Parent and Simonne Monet. تم تكريم تلك النساء لعملهن و التغيير الذي أحدثنه في المقاطعة ، امتزن تلك النساء ومنذ العقود المبكرة للقرن العشرين و ما أتاحته لهن ظروف عملهن وانخراطهن النقابي بفهمٍ و تحليلٍ عميق للشرائط الاقتصادية و الاجتماعية لعمل المرأة و مساهمتهما في انتهاك مبدأ المساواة و خلق التمييز ، ناهيك عن قراءة مهمة للبيئة الاجتماعية الحاضنة لهذا التمييز التي تميزت بغض الطرف عن الظروف القاسية التي يواجهها عمل المرأة مما جعلها و لعقودٍ عديدة أمراً مسلماً به. استطعن تلك النساء استثمار الوسائل و المميزات المتوفرة لديهم،و العمل على حشد أصوات العمال و تنظيم إضرابات أدت الى احترام مطالبهم ،ساهمت في توقيع اتفاقية تحترم حقوق العمال جميعاً و ليس النساء فقط ، تمت زيادة الاجور ، و قائمة ما أنجزنه تطول. تمّكنوا من تأسيس لجانٍ و منظماتٍ و اتحاداتٍ تُعنى بحقوق المرأة ، ناقشن حقوق الطلبة و الأهم ناقشن حقوق الأقليات ( نساء السكان الأصليين). لم يتجزأ عملهن العام حيث انتقلن الى الحلقة السياسية و الدفع نحو السلام ونزع السلاح و تعزيز الدفاع عن حقوق المرأة من خلال المطالبة في حق أساسي للنساء ألا و هو الحق في التصويت على صعيد المقاطعة و الصعيد الفيدرالي ، و الدفاع عنه حيث برز ذلك جلياً في انتخابات المقاطعات في العام ١٩٤٠. بل و يجوز القول أن نضالات العديد من النساء كان عاملاً هاماً حين تمّ في العام ١٩٧٥ سن ميثاق كيبيك لحقوق الإنسان والحريات و الذي يحظر التمييز على أساس الجنس. تجاوزن تلك النساء كل ما يقف في طريقهم من صعوبات كن على يقين أن هذا يعني مجابهة للسلطة السياسية و القوى الاقتصادية ناهيك عن الدينية، كن على يقين أن هذا المجابهة قد تأخذ اشكالاً متعددة و سنين عديدة لكنهن لم يتراجعن. لم يكن لديهن دعم مجتمعي بل تمّ نبذهن إن صح القول ، لكن بالمقابل كانت لديهن كل واحدة على حدة فلسفة في العمل مقتضاها أن العمل الجماعي والتضامن هما جوهر المضي قدماً. يثير الدهشة حقاً ما قمن به حيث لم تكن الحركة النسوية آنذاك قد تبلورت كما نشهدها اليوم ، لكن من يقرأ نتاجهم الثقافي و الفكري، أبحاثهن و كتبهن سيجدهم نسويات بامتياز. من منحى تاريخي لم يكن تهميش النساء ، عدم احترامهم، أو سوء معاملتهم أمراً عارضاً أو مقتصراً على ثقافة او مجتمع بعينه ، بل كان عاماً و شرساً في وقتٍ ما. لهذا من المشروع اليوم أن نتسائل من منهن ابتدأت العمل و طرح السؤال لماذا هذا التمييز و التهميش ؟ كيف تم التغيير و من قام بالتضحية و مضى بالخطوة الأولى؟ و للتكريم أهمية خاصة تتأتى من فوائد عدة لعل منها احترام الذات والتحفيز ، اتخاذ خيارات أفضل و تكريم المرأة هو تكريم لشجاعة و مثابرة النساء اللواتي قمن بتحدي المفاهيم القديمة و ما يمثلنه من قيمة إنسانية ، مجتمعية ، أقتصادية. تكريم المرأة هو تكريم لشجاعة ومثابرة النساء اللواتي تحدين الأعراف المجتمعية وصولاً الى احترام الحقوق. إنه يوم للتأمل والاعتراف بجميع النساء ، بكفاحهن وإنجازاتهن، ومعاناتهن، ودموعهن، وضحكاتهن، وأحلامهن وآمالهن، وحياتهن، ونضالاتهن. إنه يوم للتفكير والاعتراف بأهمية أن تكون المرأة قد أُحترِمتْ حقوقها و أن هذا هام لنا في مجتمعاتنا الإنسانية قاطبة . تلك النساء الثلاثة Lea Roback. Madeleine Parent and Simonne Monet. كانوا يعملون كتفاً بكتف من اجل جميع النساء دون أي تمييز او تفضيل لعمرٍ أو عرقٍ أو دين . آمنت تلك النسوة أن التضامن هو الأساس وأن تدافع من أجل الحقوق يعني أن تدافع عن كرامة الإنسان ، عن ابتسامته ، عن حياته، عن مستقبل مجتمع بأكمله.
أسبوع سعيد لكم جميعاً.