بقلم: كنده الجيوش
وأخيراً بدأ العمل على تطبيق بنود وقف إطلاق للنار بين إسرائيل والفلسطينيين بعد أن أدت هجمات إسرائيل على غزة إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وتدمير المنطقة بشكل همجي غير مسبوق.
بل وزاد عن ذلك وصف دولي بان موجات النزوح القسري وليس الطوعي التي شهدها الفلسطينيون تشابه ماحصل خلال الحروب العالمية في القرن الماضي بل وربما تسبقها.
وبينما يسود الأمل عند البعض بان هذه الاتفاقية بداية لتحقيق اتفاق سلام وربما دولة فلسطينية في المستقبل يرى البعض الآخر بان هذه أمنيات لازالت ربما بعيدة وخاصة إن اتفاقيات السلام في القرن الماضي جاءت مع الكثير من التفاؤل بحل سلمي وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة ولكنها لم تفلح ونعاني من نتائجها المنقوصة اليوم بما فيها الحرب على غزة وكذلك الممارسات الإسرائيلية التي تنتقص من حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية كل يوم.
الأمل الآن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكن له ان يتابع الضغط على الحكومة الإسرائيلية ونتياهو من اجل تحقيق نوع من الاتفاق الذي يسعى ترامب من خلاله لنزع سلاح حماس ويتوسع باتفاقية السلام لتشمل جيران إسرائيل.
غير أن البعض من جيران إسرائيل في الشرق الأوسط لا يزال متشككا من نوعية السلام الذي تريده إسرائيل والسلام الذي يسعى له ترامب. ويوردون أمثلة بان ما قامت به إسرائيل منذ اتفاقيات السلام في القرن الماضي وخاصة في الضفة الغربية يقارب ما يشبه محاولات لإعادة ضم الضفة من خلال الضغط على الفلسطينيين لإجبارهم لترك مناطقهم بينما يسعى المستوطنون الإسرائيليون للاستيلاء عليها أو على مناطق أخرى فلسطينية.
ويخشى اليوم نتنياهو على مستقبله السياسي وخاصة أن حرب غزة هي التي أبقته بعيدا عن قاعات المحكمة والمحاكمة بتهم فساد داخل إسرائيل بينما كان يحظى بتأييد التيار المتشدد داخل إسرائيل أثناء هجماته الهمجية والإجرامية والغير إنسانية على غزة.
ولكن من سيخلفه – إن كان قريبا أو بعد وقت بعيد- عليه أن يتعامل مع الواقع الفلسطيني والآمال والوعود باتفاقيات سلام يريدها الكثيرون أن تكون شاملة للمنطقة بما فيها دولة فلسطينية مستقلة وسلام شامل في المنطقة.
وان كان وقف إطلاق النار جاء بشكل رئيسي بضغط من الولايات المتحدة وكذلك تدخلات بشكل رئيسي من تركيا وقطر ومصر حيث قامت بالضغط على حماس لقبول الاتفاق، فان دولا عربية أخرى بما فيها الخليجية كانت أيضا لا تقبل بحجم الدمار والقتل الذي وقع في غزة وكان يضعها في وضع محرج وهي تدعو للسلام في المنطقة.
ويزيد على هذا انه هناك تعاون امني بين دول عربية وإسرائيل تحدثت عنه الواشنطن بوست من خلال وثائق مسربة.
وتتحدث تلك الوثائق عن إنشاء ما يصفه الجيش الأمريكي بـ»الهيكل الأمني الإقليمي» بينما تتابع هذه الدول العربية الأعضاء انتقاداتها العلنية لإسرائيل.
ويضم «الهيكل الأمني الإقليمي» إسرائيل وقطر والبحرين ومصر والأردن والسعودية والإمارات، مع اعتبار الكويت وعُمان «شريكين محتملين»، وفق الواشنطن بوست.
اليوم الجميع يأمل بالسلام وربما ترامب يأمل باستكمال للاتفاق الابراهيمي ولكن البعض يشكك بالتفاصيل وهي ما عرقلت كل جهود السلام منذ ما يزيد على ثلاثة عقود.
ولكننا جميعا اليوم ما نأمله هو أن نرى دولة فلسطينية وان تحظى دول الشرق الأوسط جميعا بسلام عادل يكفل الأمن والسلام للجميع دون استثناء ويغلق الباب في المستقبل لأي نوع من الصراعات المسلحة أو عدم الاستقرار. هل تبدو أمنية بعيدة المنال!