أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولكل المواثيق والاتفاقيات الإنسانية، مؤكدًا أن ما يجري حاليًا من تصعيد غير مسبوق ورفض متعمد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يُمثل جريمة إنسانية تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا.
وقال بن فرحان، في كلمته خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، إن المملكة العربية السعودية تشارك في الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه أقسى أنواع القتل والقمع تحت الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن الاحتلال يُعد “التهديد الأساسي للسلم والأمن الدوليين”.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تؤكد ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لرفع الحصار عن قطاع غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، مشيرًا إلى أهمية دعم وكالة “الأونروا” والمنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أجل استمرار تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للمدنيين.
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، إدانة المملكة الشديدة لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، مع رفض واضح لكل المشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تسعى السلطات الإسرائيلية إلى فرضها على الأراضي الفلسطينية، معتبرًا أن هذه الممارسات تمثل تحديًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وشدد على أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة هو حق أصيل لا يمكن التنازل عنه، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم قيام حكومة فلسطينية قوية وفاعلة تمثل الشعب الفلسطيني، والعمل بشكل فوري على إجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأضاف “أن منظمة التعاون الإسلامي ستواصل العمل الدبلوماسي والسياسي من أجل الضغط باتجاه إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وضمان وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى تأمين المساعدات الإنسانية العاجلة دون أي قيود” .
شدد على دعم بلاده لجميع التدابير الدولية الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، من خلال الجهود الدولية، بما فيها المؤتمر الدولي الذي شاركت المملكة العربية السعودية في رئاسته إلى جانب فرنسا، مؤكدًا أن العديد من الدول الأوروبية، والأفريقية، والأمريكية باتت تدرك أن الانتهاكات الإسرائيلية لم تعد مقبولة، وأن الاعتراف بدولة فلسطينية بات ضرورة دولية ملحة .
وحذر بن فرحان من أن استمرار الاحتلال والإفلات من العقاب يقوض النظام الدولي والمواثيق التي تنظم العلاقات بين الدول، كما يهدد الأمن والسلم الدوليين، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره، مضيفًا أن دائرة العنف ستتسع ما لم يتم اتخاذ موقف حاسم ورادع من المجتمع الدولي.
واختتم وزير الخارجية السعودي كلمته بالتعبير عن أمله في أن يفضي هذا الاجتماع الاستثنائي إلى قرارات فعالة تدعم الاستقرار والسلام، وتضع حدًا للعنف، وتفتح المجال أمام مستقبل من الازدهار المشترك لشعوب المنطقة كافة.