اتفق وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفنلندي، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي حول السودان، بيكا هافيستو على أهمية استمرار ومواصلة العمل المشترك لمكافحة الارهاب الذي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء العالم، وبمثل التحدي الأكبر لجهود تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية.
كما أكدا، خلال استقبال وزير الخارجية شامح شكري لنظيره الفنلندي اليوم الثلاثا، أهمية توحد المجتمع الدولى في مواجهة أنشطة التنظيمات الإرهابية عبر جهود شاملة وطويلة الأمد لتجفيف منابع تمويلها ، والحد من قدرتها على استقطاب وتجنيد مزيد من الشباب
وتناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في السودان.
وصرح المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد حافظ، في بيان، بأن الوزير شكري رحب بالوزير الفنلندي في زيارته الأولى لمصر ، كوزير لخارجية فنلندا ، وفي مستهل جولته بالمنطقة كممثل خاص للاتحاد الأوروبي حول السودان، مشيراً إلى أهمية علاقات التعاون القائمة بين البلدين، معربا عن أطيب تمنياته لفنلندا في ضوء توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى.
وأضاف المتحدث أن الوزيرين تطرقا – خلال اللقاء – إلى سبل تطوير العلاقات الثنائية خلال الفترة القادمة، حيث أشار الوزير شكري إلى النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، والمزايا التي توفرها مصر للمستثمرين الأجانب ، في ضوء عضويتها بالعديد من التجمعات الاقتصادية بالقارة الأفريقية، فضلاً عن إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مؤخراً. كما أكد الوزير شكري على أهمية العمل من أجل زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، بما يرقى لمستوى العلاقات الثنائية الوطيدة بين الجانبين، بالإضافة إلى أهمية التعاون
في مجال التعليم ، وبناء القدرات ، خاصة في ضوء سعي مصر لتطوير نظام التعليم بها، إلى جانب التعاون في مجال السياحة لزيادة أعداد السائحين الفنلنديين الزائرين لمصر.
وأشار إلى أنه جرى خلال المحادثات بحث التطورات في السودان، حيث استعرض الوزير شكري ، تفاصيل الجهود المصرية ذات الصلة بتحقيق الاستقرار في السودان ، في ضوء رئاستها للاتحاد الأفريقي، وتقييمها للأوضاع والتواصل مع كافة الأطراف السودانية للمساعدة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني “الشقيق”.
ومن جانبه، أكد وزير خارجية فنلندا على الأهمية التي توليها بلاده لتعزيز العلاقات مع مصر، مشيراً إلى ضرورة العمل على مواصلة الارتقاء بالتعاون بين البلدين في المجالات المختلفة إلى آفاق أرحب، سواء على المستوى الثنائي أو فيما يتعلق بالتشاور حول كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يحقق مصالح البلدين.
وأوضح المتحدث أن مباحثات الوزيرين تناولت استعراض الأوضاع في كل من اليمن وسوريا، إضافة إلى جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط .
هذا وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقد عقب مباحثات الوزيرين، أكد الوزير شكرى أهمية العلاقات المصرية – الفنلندية ، ووصفها بأنها “ممتدة”.
وأضاف الوزير شكري، أنه تم الاتفاق خلال جلسة المباحثات الثنائية ، على تفعيل مجلس الأعمال المصري – الفنلندى المشترك ، واستعراض العلاقات الثنائية بين القاهرة و(هلسنكي ) وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن هذا العام سيشهد انعقاد المشاورات السياسية بين البلدين.
وأوضح أن هناك نقاط تفاهم عديدة بين البلدين لاستكشاف المزيد من مجالات التعاون ، وخاصة فيما يخص العلاقات الاقتصادية لاسيما وأن مصر تعد من بين مستوردي الأخشاب الفنلندي ، وأكبر مستورد له فى الشرق الأوسط ، والثانى على مستوى العالم.
ووصف الوزير شكري التعاون مع فنلندا بأنه “هام” ويجب أن يتم استكشاف المزيد من مجالات التعاون لنفاذ المنتجات المصرية للسوق الفنلندي .. مضيفا أنه تم بحث سبل تدفق السياحة الفنلندية إلى مصر .
وأشار إلى أن المباحثات تناولت أيضا بحث القضايا ذات الاهتمام المشتركة ، و التحالف ضد تنظيم “داعش ” وملف الإرهاب ، وضرورة تكاتف المجتمع الدولي فى هذه القضية بشكل شامل للقضاء على هذه الظاهرة ، لافتا إلى ما تقوم به مصر لتطوير “الخطاب الدينى ” وحماية الشباب من الأفكار التى تروج للتطرف.
وأوضح الوزير أنه تم خلال المباحثات استعراض الأوضاع فى ليبيا والتطورات الراهنة فى السودان ، والتوافق القائم بخصوص المرحلة الانتقالية ، والمشاروات الجارية بين مصر والسودان وإثيوبيا بخصوص المياه ، خاصة وأن فنلندا تتراس حاليا الاتحاد الأوروبى الذي يولي الأهمية لهذه القضية ، نظرا لما توليه مصر من أهمية لحقوقها المائية… منوها إلى أن المباحثات مع نظيره الفنلندي ستتواصل فى وقت لاحق اليوم ، حيث تتناول القضية الفلسطينية ، والتوتر الراهن في منطقة الخليج ، والأزمة السورية.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الفنلندى بيكا هافيستو، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، عن سعادته لزيارة مصر، مشيرا إلى أنه بحث خلال لقائه الوزير شكري العلاقات الثنائية ، والعديد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقال إنه يزور مصر حاليا في اطار جولة تشمل عددا من الدول ، من بينها السعودية ، وذلك بصفة بلاده ، الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى ، لافتا إلى أنه بحث مع وزير الخارجية سامح شكري ، القضايا التى تهم البلدين ، ومن بينها محاربة التشدد ، لاسيما وأن هناك عددا من الفنلنديين الذين انضموا لهذه الظاهرة ، مؤكدا أن بلاده تعمل على مواجهة التشدد ومحاربة هذه الظاهرة.
وردا على سؤال حول الوضع فى السودان وعما اذا كان يحمل رؤية أوروبية لحلحلة الامور .. قال الوزير الفنلندي ، إن جولته الحالية بدأت بزيارة القاهرة ، وتشمل الإمارات العربية ، والسعودية ، وذلك للاستماع إلى وجهات النظر فيما يخص الأوضاع الراهنة في السودان ، مشددا على أهمية الحفاظ على استقرار السودان خلال المرحلة الانتقالية.. واستعداد الاتحاد الأوروبي للعب دور في هذا الشأن، واستعداد الاتحاد للعب دور لاحق في تهيئة المناخ الاقتصادي لتحقيق نهضة اقتصادية في السودان.
وأضاف أن السودان يمكنه أن يكون بلد غني ويجب تشجيع السودانيين للاستثمار وبالتالى تشجيع المستثمرين الأجانب.
وفيما يخص الإصلاحات الاقتصادية الجارية في مصر، شدد الوزير الفنلندى على دعم الاتحاد الاوروبى لعملية الاصلاح فى مصر.
ومن جانبه، أوضح الوزير شكري أنه أكد خلال المشاورات مع نظيره الفنلندي على أهمية تضافر كافة الجهود من جانب جميع الدول الإقليمية ودول الجوار ، والاتحاد الأوروبي بما لديه من قدرات ، على مساعدة الشعب السوداني للوصول الى تفاهم وتواصل خلال المرحلة الانتقالية وفقا لارادة الشعب السوداني الذى له من القدرة والإمكانات بأن يضطلع بهذه المهمة بشكل يحقق الاستقرار ومصالح السودانيين ، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ، للحفاظ على الاستقرار وتوفير الخدمات للشعب السوداني ، وبما يضمن “الانتقال السلس ” للمراحل القادمة ، ويدفع بالسودان إلى بر الأمان.
ونوه الوزير شكري بالجهود التي تبدلها مصر في هذا الصدد ، ودعمها خيارات الشعب السوداني ، لما للعلاقات بين البلدين من خصوصية تاريخية، لافتا الى مصر وفي إ طار رئاستها للاتحاد الأفريقي وما تتمتع به من علاقات مع السودان ، تدعم الجهود المبذولة للتوصل الى توافق ، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى عقد القمة التشاورية بين دول الجوار بالقاهرة في وقت مبكر من التطورات التي يشهدها السودان ، لتقييم تطورات الأوضاع ، حيث تم خلالها وضع البيان الذي حدد الإطار والعناصر التي يجب أن تحكم الحوار من خلال الحفاظ على مؤسسات الدولة ، وعدم تدخل الأطراف الخارجية في هذه المرحلة الدقيقة للتطورات فى السودان.
وأوضح أنه كان هناك أيضا الاحتماع الوزاري “اللاحق ” الذي عقد بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا ) لدول الجوار ، لتقييم الأوضاع ، مؤكدا الاستمرار في التشاور مع “الأشقاء ” في إطار “ترويكا ” وباقي أعضاء الاتحاد الأفريقي ، ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
ونوه الوزير شكري، في ختام المؤتمر الصحفي، إلى أن مفوضية الاتحاد الأفريقى تلعب أيضا دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين “الأشقاء ” في السودان لتحقيق الاستقرار .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)