بقلم: تيماء الجيوش
أعزائي هذا الأسبوع اود ان اشارككم مقال كتبته اختي المحامية والباحثة في حقوق الانسان والمرأة تيماء الجيوش لرمزية المناسبة. كل الشكر للأستاذة تيماء….
و تتسع المساحة كما هي الحال دوماً لتحتضن عبارات الود و الامتنان و التهنئة لكندا و ما تقدمه للكنديين عموماً و لا سيما ان خصوصية المناسبة هذه الأيام تتأتى من انه الْيَوْمَ الوطني لكندا. Canada National Day. و الذي يقع في الاول من شهر تموز/ يوليو من كل عام. كل من جاؤوا الى كندا على اختلاف مشاربهم و منابتهم جاؤوا الى وطنهم الجديد محملين بالود و كيف لا و كندا هي من احتضنتهم و دافعت عن تنوعهم الثقافي و العرقي و قدمت السماء التي أظلتهم. ربما نعرج لنقول معرفياً ان الوطن هو تاريخ، هو مساحة جغرافية، هو حقوق وواجبات ، هو ثقافة و روابط مجتمعية، هو بكل هذه الأبعاد و لعله ايضاً يحتوي فيما يحتويه ما هو ابعد من ذلك من دورٍ للقانون و احترامه و الارتكاز في السيادة على حقوق الانسان و الديمقراطية و على هذا لا احد يستطيع فرض ما تقدم من ودٍ وحب للوطن بل هو يتولد نتيجة طبيعية عبر تلك العلاقة الناظمة و التي لا يشوبها ما يعكرها . الوطن يصبح جنة الله على الارض عندما يتصدر المساواة و الوعي العلاقات الناظمة على المستويات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية. يصبح جنة الله على الارض عندما يصبح التنوع بحد ذاته هو مصدر قوة و تميز لا حدود له المواطن هو مساوٍ للمقيم و لا ينقص هذا الأخير سوى حق الانتخاب. اللاجئ هو محمي و تحترم حقوقه بأكملها و له من الفرص التي يكفلها التشريع الكندي و التي تمكنه من البقاء و الاستقرار . و تأتي جدلية العلاقة هنا انك كفرد تبدأ ببناء وطنك و ترد الجميل لأنه هو من قام بحمايتك فأصبح لديك فرصة اخرى للحياة و العطاء . و هذا هو الحال في كندا اتينا جميعاً اليها محملين بعبق اوطاننا الأصيلة ليحتوينا اثيرنا الكندي محتفياً بتنوعنا الاثني و العرقي و الديني و الثقافي دون اَي تمييز . نعتز بكندا بالمعنى العاطفي الشمولي و بما بنيت على اساسه من احترامٍ لحقوق الانسان و النظام الديمقراطي القائم على المساواة و عدم التمييز مما جعلها اثيرةً في المجتمعات الدولية بل و جعلها وجهة لكل من أراد العيش الكريم و الكرامة المصانة.
منذ ايّام كنت اقرأ عن التاريخ الكندي فوجدت شيئاً مما قاله رئيس الوزراء السابق بيير ترودو بأن الوطن هو ليس فقط صرحا ضخما نبنيه ويبقى قائماً يتحدى الزمن بشكلٍ أبدي عظيم كما بنى الفراعنة الأهرامات بل ان «الوطن هو شيئ تبنيه كل يوم ضمن اسسٍ من القيم المشتركة.»
هكذا هي كندا تحتفي بأبنائها و تحتفي بيومها و هي تعلم يقيناً ان البناء مستمر و احتضان ابنائها جميعاً دون تمييز هو قاعدتها الاساسية. تعلم اننا جميعا لدينا من القيم المشتركة والمبادئ الشيء الكثير الامر الذي يمكن من تعزيز الأسس التي قامت عليها كندا كدولة. بالمقابل ابنائها يحتفون بها يقومون برد الجميل الى وطنهم الذي اختاروه ويعملون لأجله و من اجله يعلمون ان تقدمه الى الامام هو لمصلحتهم جميعاً يعلمون ان وشائجهم مع وطنهم الجديد كندا تتعزز كل يوم بالاحترام المتبادل و التنوع الذي يضفي الكثير من الجمال لهذا الوطن الشاسع من المحيط الى المحيط.
اثناء عودتنا من مقاطعة أونتاريو الى مقاطعة كيبيك كانت اختي الصغرى لولو «البتول» تجلس الى جانبي . ولولو تعيش عمرها ونعيش معها مع dowsyndrom! رأت خارطة كندا امتدت يدها الصغيرة و عيناها تتسعان باتساع النهر على طول الطريق لتقول و بدهشة جميلة كندا انا أحب كندا. هكذا هو هذا البلد يتغلغل بك يحترم عقلك و يلمس شغاف قلبك.































