مضت سنوات لم ادرِ كيف مضت..وعشت اوقات لم ادرك انها لن تتكرر…آه لو كنت ادرك حينئذ لتشبثت بها ولم ادعها تفلت من بين اصابعى….واناس فرحت بلقائهم وصنعوا لى مستقبلا وقدموا لى حياتا على طبق من ذهب..ولكن حين ذهبوا ذهبت معهم الآمانى ولم يعد للذهب قيمة ولا حتى بقى منه البريق..
وتعرفت باناس جدد وعشت اياما جديدة منها الجليل ومنها المهين…وتتابعت الايام ولكن كيف .؟ لست ادرى..
هل هى اياما مقدر لنا ان نعيشها بحلوها ومرها …مع أصدقاء اوفياء او مع غش ورياء؟؟؟
اياما صدفنا فيها الحب وقتلنا فيها البغض…لقد تحولت المشاعر وتبدلت المجاملات والكلمات الرقيقة
وراينا بأم اعيننا سؤ تقديرنا للامور وانخدعنا بالشعارات والعهود والوعود..
ما اصعب ان يكون القريب بعيد و من تسكن اليه انفسنا لا نجد لنا مكانا عنده..ومن كنا نظن انه يستمع لنا عندما نتحدث اليه دون حرج اصبح من الضروري ان نتوخى الحذر ونختار الكلمات..
اين يكمن جمال الايام عندما لا يبقى من البسمة سوى رسمها ولايبقى من فرحة العيون الا نظرة شاردة وكأنها تبحث فى الافق البعيد عن بريق يبعث فيها الامل من جديد…عندما يتحدث الخليلان بلغات مختلفة فيصعب عليهم التواصل..
وتحل سنوات الغربة .وما اصعبها ونحن بين الاهل فلا تدفئنا المشاعر ولاتهون علينا الكلمات ولا تؤنسنا الصحبة بل نتجاهل النظارات ونستخف بالاحزان و نختلق الاعذار..وتتناحر الافكار وتختلف الاراء و تتباعد وجهات النظر…
وتدور الايام وتمضى متشابهة لا يميزها الا مسماياتها
ونحاول ان نملاء الفراغات بداخلنا ..مرة بالسفر… مرات بالاصدقاء — ورغم كونهم اوفياء ويهتمون لامرنا– الا انه يظل بداخلنا احساس مرير بالوحدة..فلا يمكن ان نملأ فراغ الأهل بالاصدقاء فهم يحتلون مكانة خاصة ولهم مشاعر مميزة ..
ولكن ما بوسعنا ان نفعله ..افنستسلم ام نلجأ الى الفراغ الواسع لنتوه فيه ..فهذا ايضا مستحيل لان هناك شئ ما يربطننا بأرض الواقع ..فالمسؤليات الملقاه على عاتقنا تلزمنا ان نثبت اقدامنا ونتا بع تمتيل ادوارنا ..نعم تمثيل وأداء لا بد ان يكون على الوجه الاكمل ..لان الصراع القائم فى داخلنا بين الحياة المرجوة وبين الحقيقة المعاشة ،يجعلنا نشعر وكأننا ممثلون على خشبة المسرح يجب ان نتقمص الدور جيدا وان نتواصل مع من حولنا ونقنعهم بأننا بالفعل صادقين فى مشاعرنا وان ادائنا يستحق التقدير …ما اصعب ان نشعر بالانفصام بين شخصيتين كل منهما لا يربطه بالاخرى سوى خيط رفيع وليكن ذاك الخيط هو الاسم المذكور فى الاوراق الرسمية…ومن الصعب ايضا ان نقنع انفسنا ان مكنونات الشخصية رغم تباينها فيجب ان تكون متطابقة الى حد ما..صراع مخيف فى افكارنا ومبادئنا ومشاعرنا وردود افعالنا..ولكن يجب ان يظل كل هذا تحت السيطرة والا ستكون العواقب وخيمة…
ومن الحلول المقترحة والتى لا نستطيع ان ننكر فضلها هى : العمل فهو قارب النجاة فننشغل بتحقيق الاهداف والنجاحات الواحدة تلو الاخرى فنشعر بقدر من الرضى يمكننا من المضى قدما لنطوي الايام و نشعر بقدر من الامتنان ونحن نسعى لنسعد من حولنا ونحقق لهم الشعور بالآمان والثقة بأن الايام القادمة تحمل لنا الكثير من الخير والامال المحملة بقطرات البهجة المزينة بالحب والبسمة .