بقلم: عادل عطية
لم يحدث يوماً واحداً أن غاب الموت عن الناس في الأرض!
وما تزال الرياح التي تكفي أرضنا، تحمل عويل الباكين، وهم يدفنون موتاهم!
وفي موكب الموت المهيب..
هناك فرح المنتقمين!
وفرح الشامتين!
وهناك فرح المؤمنين المتألمين، وذكرى الشهداء!
،…،…،…
فارق عظيم بين فرح الذين اختاروا أن يكونوا خارج الإنسانية، حتى أنهم يعتبرون أن ما ينزل
على أعدائهم من مصائب ونوائب، هي من نعم الله، التي تستوجب ذكراً وشكراً!
وبين فرح الذين أمتلأت أنفسهم بالحب الإلهي، الذي يبقى حتى في ظلمتهم الحالكة على درب اسرائهم ومعراجهم: إسرائهم إلى البذل، ومعراجهم إلى الآلام النبيلة المقدسة!
كالتلاميذ، والرسل، والشهداء، الذين قبلوا الاضطهادات، والعذابات، وأقبلوا على الموت بغبطة وفرح!
لأنهم تمسكوا بإلههم، الذي وحده، يستطيع أن يجعل الفرح يولد من رحم الموت، وأن يخلق من الحزن سعادة لا توصف!
كمؤمنين، نستطيع أن تستقبل الموت ـ بكل صوره -، بالفرح والسرور..
إذا سرنا على الأرض بإخلاص، وتقابلنا مع النفوس الجائعة، وأشبعناها!
ومع الأطفال الباكين، فأضحكناهم!
عندما نكفكف دموع الباكين، ونحوّل آلام المتعبين إلى راحة، والاضطراب والخوف في نفوس البائسين إلى اطمئنان وسكينة!
،…،…،…
الفرح بالموت، لا يعني – بالنسبة للمؤمنين الصامدين -: إنتحاراً!
ولكن إذا فرض عليهم، فإنه يعني: الانتقال إلى حياة جديدة، مديدة!
،…،…،…
كل سنة قبطية، وأنتم طيبون!