بقلم: مايان فهيم
نعم سجل اقبال المصريين للتصويت على الانتخابات البرلمانية ضعفاً و هذا الضعف يرجع لاسباب عدة من وجهة نظري في مقدمتها عدم معرفة الناخب بالمرشح – حيث تخاذل المرشح في تعريف نفسه وتقديم برنامجه – فاصبح التنافس على الرقم الاسهل والرمز ، ولم يجد الناخب امامه سوي الاعتماد على الحزب او الشلالية اوالعائلة للفوز بالمقعد، الامر الثاني هو الصورة الذهنية عن نائب البرلمان وعن دوره الذي يقتصرعلى التصفيق ، وتصدرالمشهد في المواكب والاحتفالات ، والصوت العالي ، والبحث عن الحصانة والمصالح الشخصية ، السبب الاخير هو انتشار الروح السلبية وتصديق العامة لمقولة “ اللى بيقول كلمة حق دايما خسران “ ومن ثم يسود الاعتقاد ان من سوف يختاره الشعب سينفذ ما تطلبه منه الحكومة في النهاية .
ولكن الاهم من ضعف الاقبال واسبابه، هو دافع النزول المتداول بين الناخبين ، وهذا هو المؤشر الايجابي الوحيد في العملية الانتخابية : “انزل عشان مايكونش فيه تيار إسلامي تحت القبه، علشان ميتكررش تاني برلمان قندهار هذا ليس زمن التصويت لمن نريد انما زمن التصويت ضد من لا نريد ، هذه الانتخابات لا تقل اهمية عن محاربة الارهابيين فى سينا”بهذه العبارات كان يتم التحفيز واحيانا الترهيب لاجبار المواطن على النزول بعد ان عجزت الطرق التقليدية واثبتت قضية توقيع غرامة على المتخلفين عن التصويت فشلها
كل يوم يتضح لي صدق مقولة اهلا بالازمات التي ينجم عنها خيرات فمصر سبقت كثير من الدول التي يقال عنها متقدمة ولكن لم تفهم الدرس بعد،ها نحن اليوم نري فوز حزب الليبراليين برئاسة جاستن ترودو في الانتخابات الكندية باكتساح رغبة في التغيير ومن اجل التجديد ليس الا دون وعي ، لا يدركون ما قد يقعون فيه نتيجة ذلك خاصة في ظل ارتفاع مؤشر المخاوف لدي الكندين من تكرار النموذج الأوبامي وتوقعهم بتسارع نمو الارهاب في ظل سياسات الليبراليين التي تخلط بين الدين والسياسة
الى هذا الحد نضج المصريين سياسيا ونما لديهم الحس الوطني والامني واذا خيرت هذا الشعب اليوم “ ياالانتخابات..يا مرسي يرجع” سنجدهم امام اللجان بالطوابير يرقصون ويهللون.