بقلم: كنده الجيوش
جملة قالتها أم سورية وكانت مؤثرة جدا وتعكس أهمية أن نتحرك قبل أن يسبقنا القدر. وتقول : «لو أرسلوا لي (الأهل والأصحاب ) هذا المال الذي أرسلوه للتعزية أو لو تكلموا عنه وعن من هم مثله من المرضى المحتاجين قبل وفاته لربما كان ابني على قيد الحياة اليوم.»
الأم فقدت ابنها لمرض يتعلق بفقر الدم الشديد الذي تعاني منه أعداد غير قليلة في منطقة البحر المتوسط. وفي ظل الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة والفقر الشديد كان الدواء صعب المنال جدا في بلد دمرها الحرب مثل سوريا.
وخسرت بيتها وهي تحاول أن تؤمن الدواء والعلاج لابنها — هذا في حال تواجده. وأخيرا وبسبب الأوضاع الاقتصادية وقلة الدواء والعناية المثالية في المستشفيات الفقيرة توفي ابنها الشاب الذي كان من المتفوقين في الجامعة.
وعندما عرف قصتها الأصحاب والأهل وسمعوا بوفاة الشاب أرسل لها البعض المساعدات المادية … وكتب البعض على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
وكذلك انتقد العديد – كما ينتقدون كل يوم — وضع الشعب المؤلم في سوريا الذي يعاني من الفقر ومن نقص الغذاء والدواء والكهرباء والماء والوضع الذي تعاني منه البلاد في ظل الظروف الصعبة مابعد الحرب والقيود والعقوبات المفروضة على البلاد.
وقصة هذا الشاب تتكرر كل يوم في سوريا وهي لا تحدث مع الشبان والمرضى فقط وإنما أيضا مع الأيتام وكبار السن والفقراء الجوعى.
البعض يتحدث عن كبار السن الذين ينامون أحيانا في الشارع لان بيوتهم في طوابق عليا وليس هناك من كهرباء كي يستعملوا المصعد للعودة الى المنزل. وبعضهم يجوع إما بسبب الفقر وهجرة الأولاد والأحفاد أو لان ليس لديه من يخدمه وهو بدوره يخشى الخروج لشراء احتياجاته لأنه ربما عندما يعود ليس هناك من كهرباء. وأكثر من مرة قيل «أنقذوا الأجداد في سوريا.»
هذا عدا عن الأرامل والأيتام … ومهما كثرت الجمعيات وفاعلي الخير لا تكفي هذه الجهود أمام الاحتياجات الكبيرة.
ونعود لنقول أنقذوا الأهل في سوريا قبل أن يسبقنا القدر. تخفيف العقوبات حاجة إنسانية ملحة.