بقلم: شريف رفعت
في المنظومة الكبيرة للأشياء لا شيء في حياتي يهم.
صحتي لا تهم سواء كنت مريضا أم معافيا، و سواء كان مرضي عضالا أم بسيطا فهذا لا يهم.
حالتي المادية لا تهم فقيرا كنت أم ثريا. إذا كنت ثريا فكيف جمعت ثروتي؟ لا يهم. و إذا كنت فقيرا فما مدى فاقتي؟ هذا لا يهم.
تربيتي لأولادي و علاقتي معهم لا يهمان، هل أحسنت تربيتهم أم تركتهم للدنيا تربيهم لا يهم. و كيف كانت نشأتهم؟ صالحة أم فاسدة و هل احتفظت معهم بعلاقة أبوية حميمة أم أن كل منهم قد هام في طريقه بعيدا عني؟ كل هذا لا يهم. تفاعلي مع مجتمعي و محاولاتي الدائمة أن أكون إيجابيا لا تهم. إجادتي لعملي في وظيفتي ـ إذا كنت فعلا قد أجدته ـ لا يهم.
حتى صداقاتي و التي كنت لوقت قريب أعتز بها و أعتبرها من الثوابت القليلة في حياتي، صداقاتي أيضا لا تهم. هل أصدقائي مخلصون أم هم أصدقاء منفعة؟ بل هل أنا نفسي مخلص لهم و مشاعري نحوهم صادقة؟ أم أني أنا أيضا أبغي مصلحتي الشخصية من صداقاتهم متمثلة في تعاطفهم معي و فهمهم لي؟ كل هذا لا يهم.
مباهج الحياة و مآسيها أيضا لا يهمان لأنها مشاعر مؤقتة ستنمحي سريعا مع الأيام.
صدقوني، في المنظومة الكبيرة للأشياء حياتي لا تهم.
أسرته قرأت رسالته فزادت فجيعتها.
أما الشرطة فقد بدأت تحرياتها لأنها لم تعتبر ما كتبه رسالة منتحر.
*ترجمة حرفية للتعبير الانجليزي The grand scheme of things