بقلم : خالد بنيصغي
لا زال الكثير من الناس يرددون نفس التساؤلات حول جائحة « كورونا» : هل هو الداء الذي حمل كل هذه الأرقام المهولة في الإصابات والوفيات ؟؟ أم هو أكذوبة سياسية من أجل تحقيق أهداف مُعَيَّنَة ؟؟ إن ما يجعلنا نعيش هذه الحيرة بيْن التصديق والتكذيب هو اختلاف الخبراء والأطباء أنفسهم فيما بينهم بيْن محلل على أن الداء موجود ويجب الحذر منه باتخاذ التدابير الاحترازية المعمول بها من لدن منظمة الصحة العالمية ، وبيْن محلل آخر يعتبر الأمر غير صحيح ، وأن لا وجود لشيء اسمه « كورونا» على الإطلاق ؟؟
وبين اختلاف هؤلاء وهؤلاء يتساءل الإنسان العادي عن تلك الأيام التي تزيد عن ثلاثة أشهر والتي عاشها بشكل عادي دون اتخاذ أي شكل من أشكال التدابير الوقائية المعمول بها حاليا، ودون أن يصاب الإنسان بداء « كورونا» بشكل خطير ، فأول الإصابات كانت في شهر دجنبر 2019 ، ولم يتخذ العالم بأسره التدابير الوقائية اللازمة إلا في منتصف شهر مارس 2020 ، مع العلم أن الحدود البرية والبحرية والجوية ظلت مفتوحة طيلة هذه الفترة في وجه العموم ، بما في ذلك الصينيون الذين ظهر عندهم الوباء قبل أن ينتشر ؟؟
هي تساؤلات يتقاسمها الخبير والعالم والطبيب والسياسي والإنسان العادي دون أن يجد أيٌّ منهم الجواب الشافي لهذه الأحداث التي تحمل أسراراً وألغازاً كثيرة ، لا نملك معها إلا الدعاء إلى الله عز وجل أن يرفع عنا هذا الوباء إنه سميع مجيب ..
تصاعدت الإصابات بداء « كورونا» في المغرب بشكل مقلق ، كما ارتفعت الوفيات بشكل مخيف ، وذلك بسبب العودة التدريجية للحياة الطبيعية ، وعدم احترام التدابير الوقائية المعمول بها ، ونعتقد أنه من بين الأسباب في هذا الارتفاع المفاجئ أيضا ، ولأزيد من شهريْن هو خطأ الحكومة المغربية في معالجة هذه الجائحة ، بعدما سمحت بفتح الحدود وفرضت شروطاً خاطئة لدخول أراضيها برّاً وبحراً وجوّاً ، وذلك عندما طالبت بتحليلات الخلو من داء « كورونا» لا تزيد مدته عن 72 ساعة من دخول التراب المغربي ؟؟ وهو أمر غريب في حد ذاته ، لأن الإدلاء بـ «سلبية» التحاليل لا يعني بالضرورة أن المسافر إلى المملكة المغربية لا يحمل « فيروس كورونا» لأن هذه التحاليل تحمل تاريخا لا يقل عن يوميْن ولا يزيد عن ثلاثة أيام ، وهذه المدة ولو أنها تبدو قصيرة ( 2 أو 3 أيام ) إلا أن المسافر ظل فيها من المخالطين قبل دخوله التراب المغربي ، وهو الأمر الذي قد يعرضه للإصابة بداء « كورونا» ، وبالتالي يلج المغرب بورقة تقول بعدم إصابته بالداء ، لكن في واقع الأمر فلا شيء يؤكد أنه غير مصاب بـ «كورونا» ؟؟ وهو الخطأ الذي سقطت فيه الحكومة المغربية بشكل مثير للدهشة ، فمثلا كندا كدولة متقدمة اتخذت إجراء منطقيا ومناسبا دون الحاجة لأي تحليل لا فائدة منه ؟؟ فعند الدخول للأراضي الكندية يوقع المسافر على التزام بحجر صحي لمدة 14 يوما في العنوان الذي سجله في هذا الالتزام ، وهي مدة كافية لخروجه بعد ذلك آمنا وبشكل طبيعي ، وفي حالة عدم امتثاله للأمر يتعرض لغرامة مالية قاسية بقيمة 3000 دولار ( ما يعادل 20870 درهم مغربي ) فهل يغيب تطبيق القانون في المغرب مثلا على هذا النحو ؟؟
« كورونا» بالمغرب أجَّلَت الدوري المغربي عدة مرات بسبب إصابة العديد من اللاعبين المغاربة ب « الفيروس المستجد» وهو الأمر الذي جعل قطبيْ الكرة المغربية ( الوداد والرجاء ) لا يدخلان في إيقاع طبيعي لإنهاء الموسم الرياضي بشكل عادي ثم في موعده المحدد ، وهو الأمر الذي لم يتحقق ، وهو ما أثَّر على اللاعبين نفسيا وبدنيا ، وهذا ما جعل الفريقيْن ينهزمان ذهاباً بالمغرب أمام قطبي كرة القدم المصرية ( الأهلي والزمالك) في دور نصف النهاية لعصبة الأبطال الإفريقية، فيما انهزم الوداد المغربي حتى في مباراة الإياب بمصر، ويُقْصى من دور نصف النهائي ، في انتظار أن يُجْرى لقاء الإياب من نصف النهائي الثاني بين ( الزمالك المصري والرجاء البيضاوي يوم الأحد القادم إن شاء الله تعالى ) ولقاء الإياب انتهى بهزيمة الرجاء 1-0 أمام الزمالك ، إلا أنه بالرغم من هذه الهزيمة الصغيرة فإن الرجاء البيضاوي قادر بإذن الله أن يعَوِّض في الإياب ولو كان ذلك بمصر أمام الزمالك القوي ..
محفز الرجاء المغربي هو نهضة بركان المغربي الذي فاز الأحد الماضي بكأس الاتحاد الإفريقي بعد تغلبه بالرباط على فريق بيراميدز المصري 1-0 في المباراة النهائية والتتويج بالكأس الإفريقية لأول مرة في تاريخه ، ونرجو أن يحقق الرجاء البيضاوي المغربي ما ينتظره الجمهور المغربي منه واللحاق بالأهلي المصري في لقاء نهائي جميل ومثير إن شاء الله ..
ودمتم بود