بقلم: سونيا الحداد
لا أريد تحرير القدس ولا الشام، لا أعبأ بمصير ورضى السعودية والعروبة برمتها، ولا عودة حثالة السلطنة العثمانية وجارتها الإيرانية، لا تهمني مصالح الغرب المتبطرة السادية ولا مصيرالصهيونية الشيطانية. انا اريد ان استعيد لبنان من الأيدي الهمجية التي عاثت الفساد، والطائفية والتعصب الديني والعرقي بيننا. التي ذبحتنا وحرقت ارضنا وفرقت عائلتنا اللبنانية بالنار والدم والشعارات الجهنمية. الأيدي التي قسمت ارضنا الى إمارات ودويلات تبعية تحت رداء شرف الهوية اللبنانية. أريد اعادة النور الى أرض فينيقيا، ولمن يستهزأ بفنيقيتنا، أقول له مت بقهرك فالتاريخ يشهد لنا.
الويل لكم ايها الفريسيون من دعوات المقهورين ومن لعنة التاريخ الأبدية. من صراخ الأبرياء يسقطون في مستنقعاتكم السوداء المقيتة. .الويل لكم من عذاب الله الذي تنشدون وتهللون له يوميا وتتسابقون في تشييد المعابد له. إرحلوا، ارحلوا عن سمانا، عن حياتنا، عن ارضنا ايها الشياطين ودعونا نلملم اشلاءنا، نبكي موتانا الشهداء والأحياء. دعونا نستعيد هويتنا التي شوهتها هويات تبعياتكم المقيتة والتي لم تجلب لنا سوى العار والدمار والتخلف. قتلت زهرة شبابنا وفرقتنا تائهين في جميع أصقاع العالم نقتات من دموع امهاتنا وآبائنا وخبز حنيننا. سرقتم الدولة والعرض والدين والشرف ولم تكتفوا. سرقتم الأموال والأرواح والكرامة ولم تكتفوا. سرقتم حياتنا وأحلامنا وتاريخنا ولم تكتفوا. ألم تشبعوا نهبًا وتسلطًا وتجبرا، لإشعال حرب أهلية مرة ثانية وثالثة ورابعة تبنون بها قلاعكم الفارغة علي جماجم ضحاياكم؟ من اي عجينة جبلتم ايها المسوخ؟ لا حياء لا كرامة لا وطنية ولا أجد أي كلام كاف يصفكم. حتى مزبلة التاريخ ستلفظكم والمقابر سترفض احتواء نجسكم.
يا أمراء الحرب ومموليها، لا تستخفوا بالمظلومين الضعفاء ولا تنغرّوا بالأموال، النار والدموع والقهر ستجعل من الشعب هذا العملاق الذي سيقضي عليكم يوما. العملاق الذي سيدمر قلاعكم المسكونة تردد عويل الأبرياء. تدور الأيام ومعها يدور الدولاب. اياكم ثم اياكم أن تعتقدوا أن حالكم على دوام وأنكم ستقطفون ثمار الثورة، وان أماراتكم لا يقوى عليها الدهر ولا محاسب ولا سائل. لا تنسوا ابدا هذا القول :»وبشر الظالم بأظلم». يومها لن تنفعكم لا أموالكم ولا اسلحتكم ولا مكركم ولا عمالتكم. يومها وحده لبنان سيحيا وطائر الفينيق سيحلق عاليا فوق مقابركم ومن معمودية النار سيطهر سماء لبناننا!