بقلم: سليم خليل
روايات ومشاكل سكان جبال القوقاز ومنهم أرمينيا وأزربيجان وتركيا مخيفة ومرعبة نتيجة مجازر وقتال واحتلال وتهجير ملايين البشر دامت عدة سنوات ويمكن أن تكون مصادر لروايات أفلام رعب سينمائية .
مجازر سكان أرمينيا المسيحيين قامت بها الأمبراطورية العثمانية عام ١٩١٦ خلال الحرب العالمية الأولى ١٩١٤- ١٩١٨ واستمرت لغاية عام ١٩٢٣ وقتل في تلك المجازر مليون ونصف وتشرد الشعب الأرمني إلى عدة بلدان مجاورة ومنها سوريا ولبنان .
إستغلت تركيا إنشغال روسيا الأمبراطورية في الحرب الأوروبية العالمية الأولى لتشرٍد الشعب الأرمني الذي صمد ضد توسع أمبراطورية بني عثمان التي نشرت الإسلام حربا لمدة أربعة قرون . من وقت لآخر تحاول أرمينيا في دهاليز منظمات الأمم المتحدة إصدار قرار يدين تركيا بجرائم مجازر جماعية ضد الإنسانية وتفشل لأن موقع تركيا استراتيجي بين الشرق والغرب وهي عضو غاية الأهمية لحلف الناتو الذي يوقف هكذا قرارات تخل بالحلف.
كانت أزربيجان جزءا من الأمبراطورية التركية العثمانبة وهي الآن حليفة وشقيقة لتركيا وجارة شرقية لأرمينيا بحدود جبلية متداخلة؛ كما تقع تركيا جنوب البلدبن. بعد إنهيار أمبراطورية بني عثمان التركية احتلت روسيا الشيوعية الستالينية أرمينيا وأزربيجان وجعلت من حدود البلدين خطا مستقيما نقل خريطة إقليم ناغورنوكارباخ الأرمني المتداخل في أراضي أزربيجان إلى أزربيجان لأن البلدين كانا ضمن الإتحاد السوفييتي الستاليني الذي سحق بلدان عديدة في وسط آسيا لضمها إلى روسيا ، ولأن المنطقة بكامل دولها كانت جزءا من الأمبراطورية التركية المنهارة كان من المستحيل الإعتراض على أي ترسيم حدود لأن الرد على أي إعتراض كان السحق والدمار .
في التسعينات من القرن الماضي إنهار الأتحاد السوفييتي واستقلت دول الإتحاد فاستغلت أرمينيا الفرصة لإستعادة إقليم ناغورنوكاراباخ ، الأرمني بسكانه ، عسكريا وتدخلت روسيا لوقف الحرب وبقيت أرمينيا في جزء من الإقليم .
بدعم من تركيا لأزربيجان استمرت المناوشات على الحدود الجديدة ؛ ولأن روسيا ترغب بعلاقات حسن جوار ومصالح إقتصادية مع تركيا وأذربيجان لا تستطيع ولن تحاول إستعمال القوة لصالح محميتها أرمينيا وتستمر بلعب دور الوسيط وقوة سلام على حدود البلدين .
حاليا وروسيا مشغولة بهموم حرب أوكرانيا، تستغل أزربيجان وتركيا الفرصة لإثارة الحرب ومحاولة إستعادة ما كسبتة أرمينيا من إقليم ناغورنوكاراباخ . من المضحك والمبكي أن يحكم أرمينيا حاليا رئيسا مناهضا لروسيا يحاول ضم أرمينيا إلى الغرب وأعلنت حاليا أرمينيا تدريبات عسكرية مع الولايات المتحدة حليفة تركيا وأزربيجان أعداء أرمينيا.
قيل عدو عدوي صديقي!!! كيف نوصف حليفي عدو حليفي الآخر !!! جيران حلفاء وأعداء ومصالح مشتركة وتاريخ مخيف ومؤلم!!! التاريخ يعيد نفسه وتبقى الدول الصغيرة ساحات صراع القوى العظمى .