بقلم الأديب: حسّان عبد الله
لقد ظهرت أهمية علم النفس التربوي بعد التقدّم التكنولوجي الهائل الذي أحرزته المدنيّة الحديثة ، فقد شغل حيّزًا مهمًا في حياة التلاميذ في مختلف مراحل عمرهم المختلفة ، لذلك ظهرت أهميّة علم النفس التربوي لتعزيز مهارات التواصل أي حسن الاستماع واحترام رأي الآخر والقبول بمبدأ الحوار وتوجيه النقد البنّاء لبناء شخص فاعل ومشارك في صناعة المصير من خلال التواصل الثقافي العلمي ، والمدرسة والجامعة هي التي تعدّ الأجيال المنفتحة على الغير ، المتسلّحة بالاقتدار المعرفي . لذلك وتسريعًا لحركة التطوّر كان علينا إزالة المعوّقات من طريق المتعلّم واستغلال طاقاته ومزاياه لتوظيفها وتوجيهها الوجهة السليمة .
من هنا تبدو أهميّة الدور النفساني المدرسي في حياة كل من المعلّم والتلميذ والتي تنعكس في حال اعتماد هذا العلم إيجابيًا ، على المجتمع عامةً وعلى الوطن خاصةً .
من المؤلم أن نرى الغالبية العظمى من الآباء والأمهات يسارعون لاستشارة الطبيب فور ظهور العوارض المرضيّة على أبنا ئهم ولا يفعلون ذلك إذا ما لاحظوا انحرافًا تربويًّا أو سلوكًا أو تقصيرًا مدرسيًّا عند هؤلاء الأبناء فلا يسارعون لاستشارة المربّي أو المرشد التربوي والنفسي فهم يعدّون ذلك وهمًا شائعًا في مجتمعنا .
لأجل ذلك ظهر علم النفس التربوي وأصبحت منزلة وأهمية علم النفس في مجال التربية كمنزلة علم منافع الأعضاء في مجال الطب ، فكما أن الطبيب لا يصبح ماهرًا في مهنته حتى يكون له من بين معلوماته خبرة تامة بأعضاء الإنسان وما يقوم به كل عضو من الأعمال كذلك لا يصبح المعلّم ماهرًا في مهنة التعليم حتى يكون له علم تام بالنفس الإنسانيّة وما يصدر عنها من الأفعال والآثار ، فمهمته ترمي إلى تمرين القوى النفسيّة عند المتعلّم وإقدارها على الإحساس الصادق والتفكير الصحيح والإرادة والشعور بالمسؤوليّة ليكبر ويصبح كيانًا ذا شأن .