لأول مرة منذ الجائحة، يعود منتجو الطاقة والمستثمرون وممثلو الحكومات إلى لندن، لعقد أكبر تجمع في مجال الطاقة، بوقت حرج.
وأسبوع الطاقة الدولي 2023، الذي يعقده خبراء القطاع في معهد الطاقة بالعاصمة البريطانية، هو المؤتمر العالمي الذي يركز على الخروج الأزمات الجيوسياسية والبيئية التي تواجه الطاقة.
وتجمع نسخة 2023 شخصيات بارزة من جميع أنحاء صناعة الطاقة والمستثمرين والحكومات والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية، لمناقشة أهم التحديات التي تواجه الطاقة في العالم، بعد عام من الحرب الأوكرانية و3 أعوام من الجائحة.
فتأثيرات وتوقعات تغير المناخ تزداد سوءًا، والأسعار الدولية بعد الجائحة متقلبة وتضر المستهلكين بشدة، وتغزو تداعيات الحرب في أوكرانيا الاقتصاد العالمي، وفق تقارير بريطانية.
وفي هذا الإطار، تطرح فكرة التحول الطاقة لتوفير مخارج من الأزمات الحالية، بعضها فوري والبعض الآخر على المدى الطويل، لذلك من المتوقع أن يناقش أسبوع الطاقة، الفكرة وما يحيط بها.
وعادة ما يناقش أسبوع الطاقة الدولي أحدث الأفكار الاستراتيجية والفرص، ويدشن التعاون بين الأطراف المختلفة، ويرعى نماذج الأعمال والابتكار التكنولوجي والأفراد والمهارات التي يمكن أن تساعد في الانتقال إلى مستقبل طاقة أكثر استدامة وأمانًا وبأسعار معقولة، وفق الموقع الرسمي للمؤتمر.
وعلى مدار 3 أيام من الكلمات الرئيسية رفيعة المستوى وحلقات النقاش والتواصل بين الأطراف المختلفة، يجذب أسبوع الطاقة أكثر من 1000 مندوب من جميع أنحاء العالم ويتوج بحفل عشاء أسبوع الطاقة الدولي المرموق.
ويقول الموقع الإلكتروني للفعالية “أسبوع الطاقة الدولي هو الحدث السنوي الأساسي لأولئك الذين يقودون استراتيجية الشركات، وتطوير الأعمال، والابتكار التكنولوجي، وأولئك الذين يرغبون في الاحتفاظ بميزة تنافسية، وأي شخص يبحث عن نظرة ثاقبة للتحديات الكبرى التي تواجه البشرية”.
وخلال اليوم الأول، تجري وقائع جلسات نقاش متعددة العناوين والمتحدثين، لكن أبرزها جلسة بعنوان “نقاش: أمن الطاقة – ما الذي يجب عمله؟”، تتناول مسائل البيئة الجيوسياسية، وإعادة موازنة تدفق الطاقة، ومعضلة الاستثمار في تسارع مصادر الطاقة المتجددة مقابل النفط والغاز، وصوت المستهلك: ماذا يعني ذلك لعامة الناس؟”.
كما تجري جلسة أخرى بعنوان “نقاش: انتقال الطاقة – ما الذي يجب القيام به؟”، تشمل موضوعات فرعية مثل التخفيف من حدة المناخ، وتحويل القطاعات التي يصعب تخفيفها، وأحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: تغيير خدمات الطاقة.
وكتب الباحث والاستشاري شاوان كيلي على “لينكد إن”، “هناك موضوعان أساسيان على أجندة أسبوع الطاقة العالمي، الأول هو تأثير إعادة الانفتاح الاقتصادي للصين بعد الجائحة على تعزيز الطلب على الطاقة”.
أما الموضوع الثاني، وفق كيلي، “فهو ما إذا كانت العقوبات على روسيا ستؤدي في النهاية إلى خفض إمدادات عملاق الطاقة”.
ووفق وكالة بلومبرغ الأمريكية، ظلت أسعار النفط عالقة في حالة من السبات حتى الآن في عام 2023، حيث تحوم العقود الآجلة لخام برنت بالقرب من 85 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، بينما تنعش الصين النشاط الاقتصادي وتعود عادات السفر في العالم بشكل متزايد إلى طبيعتها، يرى عمالقة التجارة مجالًا للانتعاش.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيتول، راسل هاردي، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: “من المتوقع أن يصل الطلب إلى مستويات قياسية في النصف الثاني من العام”.
وتابع “احتمال ارتفاع الأسعار في النصف الثاني من العام، في نطاق يتراوح بين 90 و100 دولار، هو احتمال حقيقي”.
الوكالة الأمريكية لفتت إلى أنه “في حين أن الهيدروكربونات ستهيمن على المحادثات في المناسبات الاجتماعية على هامش أسبوع الطاقة في المساء، فإن ذكرها في المؤتمر الرسمي خلال النهار يتضاءل”.
وتابعت “في الوقت الذي كان فيه المديرون التنفيذيون والتجار في مجال النفط يهيمنون على المناقشات، كان هناك تركيز متزايد مؤخرا على انتقال الطاقة والتمويل المستدام”.
وحول أهداف المؤتمر، قال كيشاف لوهيا، مؤسس شركة “Oilytics Ltd” في لندن: “يسافر الناس من جميع أنحاء العالم لحضور هذا الحدث.. أعتقد أن الموضوع (الأساسي) سيكون قضايا هيكلية طويلة الأجل” لملف الطاقة”.