بقلم: حسّان عبد الله
قالَتِ العَرَبُ : إنَّ أشْعَرَ شُعَراء العربِ في الجاهليّةِ أربعةٌ هُمْ: امرؤ القيس إذا رَكِب ، والنّابِغَةُ إذا رَهِب ، وزهيْرُ إذا رَغِب، والأَعشى إذا طَرِب . وهم بذلك يقصدونَ أنَّ هؤلاءِ الشعراء كانوا يقولون أفضلَ أشْعارِهِمْ في الحالاتِ التالية
أمرؤُ ألقيس إذا رَكِب أي عندما يَمْتَطي فَرَسَهُ:
وَقَدْ أغْتَدي والطَّيْرُ في وُكَناتِها
بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابِد هَيْكَلِ
وكذلك وصْفُهُ لفَرَسِهِ بقوله:
مِكَرِّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا
كَجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ منْ عَلِ
أمَّا النَّابِغَةُ الذّبياني فمشهورٌ باعْتِذارِيَّاتِهِ للملك النعمان بن المنذر :
أَتاني أَبِيتُ اللعْنَ أَنَّكَ لُمْتَني
وَتِلْكَ التي أَهْتَمُّ منْها وَأَنْصُبُ
فَإِنَّكَ شَمْسٌ والمُلُوكُ كَواكِبٌ
إذا طَلَعَتْ لَمْ يبْدُ منْهُنَّ كَوْكَبُ
أَمَّا زُهيرُ بنُ أبي سُلْمى إذا رَغِبَ في مدحِ أَحَدِ المُلوكِ أو الأُمَراءِ أَوْ شُيُوخِ القَبائلِ كقولِهِ:
تَراهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا
كَأَنَّكَ تُعْطيه الذي أَنْتَ سائِلُهُ
أمّا الأعْشى فقدْ وُصِفَ بأَنّهُ صَنَّاجَةُ العرب حيث كانَ يقًولُ أجْوَدَ الشعْرِ وأحْسَنَهُ وكانتِ الغَانِياتُ تتَغَنّى بشعرِهِ كقولِهِ:
وَدِّعْ هُرَيْرَةَ إِنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ
وَهَلْ تُطيقُ وَداعًا أَيُّها الرَّجُلُ
قالَتْ هُرَيْرَةُ لَمَّا جِئْتُ زائِرَها
وَيْلي عَلَيكَ وويْلي منْكَ يا رَجُلُ