بقلم: سليم خليل
إسم إسكندر مشهور تاريخيا وعالميا وتحمل اسمه عدة مدن حول العالم وهذا ما يزيد من شهرته ؛ هناك كثيرون حملوا إسم إسكندر وخدموا شعوبهم وقاوموا وضحوا بكل ما لديهم في سبيل حرية شعوبهم وطرد الغزاة وبقيت شهرتهم محلية . من هؤلاء الأبطال قائد ألباني يمكن وصفه بالمقدوني لأن ألبانيا كانت تاريخيا جزءا من مقدونيا منشأ الإمبراطور الشهير إسكندر ذو القرنين نسبة لفتوحاته شرقا وغربا .
كانت ألبانيا قطعة من مقدونيا اليونانية وفصلت بعد حروب طويلة للعثمانيين الذين توسعوا عريا إلى حدود النمسا. اعتنقت ألبانيا الإسلام بعد احتلالها ومنها أخذوا الطفل إسكندر رهينة لينضم إلى مراكز تعليم وتدريب مع أمثاله من دول وعائلات مختلفة ليصبحوا جنودا في فرق خاصة تأتمر مباشرة من السلطان .
إسمه جورجي كاستريوتي ١٤٠٥-١٤٦٨من عائلة مسيحية ثرية إقطاعية تملك مزارع شاسعة ؛ إعتنق الإسلام بحكم وجوده في المعسكر الخاص في تركيا حيث أصبح اسمه اسكندر. بعد خدمة عشرين سنة في جيش العثمانيين وأحيانا في معارك ضد بلاد أهله ووطنه الأصلي ، إنشق عن العثمانيين ليقاوم وشكل جيشا من خمسة عشر ألف مقاتلا ليحارب الأتراك .
في مقاومته للغزاة أوقف زحفهم غربا وقام بحرب عصابات ضد الاحتلال مستفيدا من طبيعة بلاده الجبلية وحقق انتصارات واعتبر في أوروبا البطل الذي أوقف زحف العثمانيين غربا ولقب بإسكندر بيك لنجاحه في جمع الشمل والنجاح في المقاومة.
كانت إيطاليا المجاورة لألبانيا مقسمة إلى دويلات متنافسة داخليا وشبه متحدة ضد الزحف العثماني كانت مملكة مدينة نابولي حليفة داعمة لصمود ألبانيا ضد العثمانيين وكانت مملكة فينيسيا تدعم إسكندر بيك وفي مصلحتها إضعاف منافستها مملكة نابولي ؛ لذلك كانت كما يقولون – تلعب على الحبلين – كان إسكندر بيك يعاني من هذا التلاعب لكنه بقي شريفا في إخلاصه وأرسل فريقا من جيشه شمالا ليساعد فينيسيا ضد هجوم عثماني .
نتيجة دفاعه المستميت ضد العثمانيين وخبرته الطويلة في المقاومة والحروب أمر بابا روما تكليفه بقيادة حملة صليبية وخلال تشكيل الجيش توفي البابا وانقطعت الأموال وألغيت الحملة.
أمضى عشرين عاما محاربا وهو شاب لصالح العثمانيين ثم عشرين عاما مقاتلا لتحرير بلاده ألبانيا وبهذا القتال أوقف زحف العثمانيين غربا خدمة للغرب المسيحي الذي أطلق عليه لقب منقذ المسيحيين .
اعتنق الإسلام في معسكر التدريب العثماني وهو طفل وحارب معهم في حملات مختلفة ؛ ولما انشق إنقلب عليهم واستعاد إنتماءه الأرثوذكسي وتزوج من فتاة كاثوليكية في كنيسة كاثوليكية وأنجبت زوجته تسعة أولاد. أصيب بمرض وهو يحارب وتوفي على فراشه وبذلك يكون قد أمضى كافة حياته في حروب لا نهاية لها في سبيل حرية وطنه .
يعتبر في الغرب الأوروبي البطل الذي أوقف التوسع العثماني غربا وفي القرن التاسع عشر أحيت ألبانيا ذكراه وكرمت البطل الذي أمضى حياته مقاتلا في سبيل حرية ألبانيا ببناء تماثيل لجورجي إسكندر بيك في الكثير من ساحات مدن ألبانيا .