بقلم: عادل عطية
في حوار قديم مع البلغاري دانيل فالبانتسكي، قال:”عشت من عمرى ثمانية وثلاثون سنة تحت الحكم الشيوعي البائد،وعلى مدى هذه السنين،أُرغمت على الإعتقاد بأن معظم أهل الأرض أردياء ومرعبين. وعندماهُدمت الأسوار الحديدية الفاصلة بيننا وبينهم، تمكنت من أن اقابل العديد من أبناءالبشر، فوجدت أنهم ليسوا أردياء،ولا هم مرعبين”!
كلمات، استدراكية،صدرت عن إنسان عاش حياته في الماضي على أفكار إستقصائيةخاطئة، وخاطئة جداً!
كلمات، قادرة،في الوقت الحاضر،على إثارة أكثر من مواجهة مع النفس؛ حتى لا نخسر الصراع الدائممع الأنانيّة!
هل يمكننا التغاضي عن التصنيف الأبدي للدول والشعوب، والسكوت الآثم على النهش المؤلم فيهوية الغير؟..
هل نصمتعلى الدعايات المغرضة، والاتهامات الباطلة،والتي تم تعبئتها وتسويقها لنا، لنصنع أسواراً قلبية قاسية، تفصل بين أفراد عائلة العالم؟..
قد تكون لدينا أفكار معادية من نحو الآخرين، واصفين إياهم: بأنهم مثل النمر الأرقط لا يستطيعون أن يغيروا رقطهم، مشحونين بالخوف والكراهية تجاههم بواسطة أناس مغرضين دنيئين، يتلاعبون بنا لمشاكل خاصة على نحو أو آخر، أو لغاية ما في رأسهم، بينما، نحن،لا نحاول من جهتنا معرفتهم عن قرب، ورؤيتهم بأكثر وضوح؛ لنكتشف: أننا كنا على خطأ، وضحايا لمعلومات مُدمّرة!
وقد يكون لدينا تحامل جذري ضد إنسان، أو شعب من الشعوب، ماضيهم مليء بالرقط من نحونا، ونفتكر أنهم كما هم ولم ولن يتغيروا، بل قد يكون لدينا فكر أكيد بألا نعطي الآخرين فرصة للتغيير، ونظل نتجاهل أفضل مافيهم ونترقب دائما أخطاءهم!
صحيح أن النمر لا يستطيع أن يغيّررقطه، ولكن الإنسان ليس نمراً!
والناس، أفراداً وشعوباً، يستطيعون أن يغيّروا من رقطهم: رقط الاستغلال، والتعصب، والمعاداة، وكل رقط سيء!
وعلينا أن نتعامل معهم، لكي نستطيع أن نكتشف أنهم تغيروا، حتى لا يكون خجلنا عظيماً، عندما يقوممن انتقدناهم،بعمل يتحدى توقعاتنا منهم، أو يُظهرون خلقاً كبيراً لم نكن نظنه فيهم!
وأن تتسع صدورنا أكبر من أي شيء، لغيرهم، ونتبنى الغفران، ونسيان الماضي، فهما جزء أساسي من النضج، ومواكبة الحياة المستمرة!
لندع معرفة الآخرين، تشرق فيقلوبنا؛فنحن غرباء حتى نلتقي!…