مرّ 25 يوماً على إضراب أكثر من 55.000 عامل في مؤسسة البريد الكندية (Postes Canada – Canada Post). ويؤدّي هذا الوضع إلى تعطيل إرسال ملايين الطرود مع اقتراب عيديْ الميلاد ورأس السنة فيما لم تتوصّل بعد النقابة الكندية لعمال البريد (STTP / CUPW) وإدارة هذه المؤسسة الفدرالية إلى اتفاق.
وتستمرّ المفاوضات، لكنّ الفجوة لا تزال واسعة بين الطرفيْن.
وتطالب النقابة بزيادة رواتب العمّال بنسبة 24% على مدى أربع سنوات. وقال المفاوض باسمها، جيم غالانت، في مقابلة مع قناة ’’سي تي في‘‘ الإخبارية يوم الجمعة إنّ إدارة المؤسسة تتحرك ’’في الاتجاه المعاكس لما نحتاج إليه للتوصل إلى عقد عمل جماعي عن طريق التفاوض‘‘.
من جهتها، أعربت اليوم إدارة المؤسسة عن خيبتها من العرض الذي قدّمته النقابة معتبرةً أنه ’’يوسّع الفجوة في المفاوضات بدلاً من تقليصها‘‘.
وكجزء من خطتها للتعافي، تريد مؤسسة البريد الكندية توظيف المزيد من العمّال بدوام جزئي لضمان تسليم الطرود على مدار أيام الأسبوع السبعة.
وتجاوزت خسائر هذه المؤسسة العامة عتبة الـ3 مليارات دولار منذ عام 2018. وسجّلت المؤسسة خسارة قدرها 315 مليون دولار في الربع الثالث فقط من عام 2024.
ورفض حتى الآن وزير العمل الفدرالي ستيف ماكينون التدخّل على الرغم من الضغوط المتزايدة، لاسيما من قطاع الأعمال، على حكومة جوستان ترودو الليبرالية لإنهاء الإضراب.
’’يجب على الطرفيْن القيام بالعمل اللازم للتوصل إلى اتفاق‘‘، قال ماتيو بيروتين، المتحدث باسم الوزير، لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتنقل الوكالة عن وسائل الإعلام الكندية قولها إنّ الإضراب الذي بدأ في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت يتسبّب في احتجاز الهدايا وبطاقات المعايدة والتبرعات للجمعيات الخيرية، وأيضاً فستان الزفاف لإحدى العرائس.
كما أنّ الإضراب يحول دون إرسال عشرات الآلاف من جوازات السفر الجديدة إلى أصحابها، الأمر الذي يعرّض للخطر خططَ سفر هؤلاء، ومن ضمنها رحلاتُ الكثيرين منهم إلى الخارج لقضاء عطلة الأعياد.
وتحوّل العديد من المؤسسات الصغيرة إلى شركات بريد سريع خاصة، مثل ’’يو بي أس‘‘ (UPS) أو ’’فيديكس‘‘ (FedEx)، على الرغم من أنّ هذه الخيارات هي أكثر تكلفة.
ووجّهت غرفة التجارة الكندية رسالة مفتوحة إلى وزير العمل حذّرت فيها من أنّ للإضراب ’’تداعيات كبيرة على المجتمعات المحلية في المناطق الشمالية والريفية والنائية‘‘ التي لا تتوفرّ فيها بدائل عن مؤسسة البريد الكندية.
وأضافت غرفة التجارة أنّ المؤسسات الصغيرة النشطة في التجارة الإلكترونية تأذّت بشدة جرّاء الإضراب، لاسيما وأنّ الكثير منها ينتظر فترة أعياد نهاية السنة لـ’’تحقيق قدر كبير من الأعمال‘‘.
(نقلاً عن راديو كندا)