بقلم: خالد بنيصغي
على مدار عِقْدَيْن من الزمن تقريبا وهي بنفس الوجه الصبوح ، والعينيْن المليحتيْن ، والجبين المشرق …
هي زوجتي بأوصاف الجمال والخيال والمحال ، هي بحر الصفاء والبهاء ، بحر يغري ويميت ، هكذا كان يلذُّ لي أن أناديها أيام الصهد المشترك ، كنت قد قلت لها مرات ومرات إني أحبك حب الشباب والرجولة ، وحب الشيخوخة والكهولة أيضا إن عشتها بحول الله ..
لم يكن كافياً ما قلت لها ، أو ما قدمت من محبة أو هدايا أو تضحيات تليق بحضرة مقامها العالي وجلال قدرها في قلبي وعقلي وكل أطراف جسدي ..
اللحظة أجدني أقف على عتبة اعتراف ، ليس فقط بصنيعها الجميل في حياتي كلها ، وكيف أنارتها طيلة العقديْن السالفين بالحب والعطف والاهتمام التام بشخصي كزوج وحبيب ورفيق – ليس هذا فقط – وإنما أجدني أمام الاعتراف بأنها – وهي زوجتي – قد تفوّقت علي في كل الذي قلته أو لم أقله ، لقد نجحت بدرجات عليا في كل مناحي الحياة ديناً ودنيا ، فإن كنت كريماً كانت أكرم مني واللهُ هو الكريم ، وإن بدوت شهماً حينا من الدهر فهي الشهامة نفسها ، وإن سموْتُ يوماً بأخلاقي فهي الكريمة أخلاقاً وسلوكاً وآداباً ، كانت ولا تزال كما عرفتها بطبعها العاطفي والعقلي لم تتغير ، فما أروع أن تحب الصفة في زوجتك منذ البداية وتعيشها حتى الآن وتؤمن بها في المستقبل دون انقطاع ..
في كثير من الأحيان أغبط نفسي ، وأفرح كثيرا لحظي الرائع في الحياة ، أشكر ربي الذي أهداني زوجة صالحة أنارت جنبات حياتي كلها ، أشكره وهو الذي استجاب لدعائي في الحياة الدنيا ووهبني الزوجة التي لا أملك إلا أن أعترف بكل مناحي الجمال فيها ، باركك الله عزيزتي الفاضلة ، وإني أشهد الله في السماوات العلا أني راضٍ عنك كل الرضا ، راض عنك بنفس مطمئنة يملؤها الود والمحبة والوئام ، راض وأنا المقصِّرُ في حقك الذي لن أوفيك إياه مهما بلغتُ من الكلام والفعل الجميل تجاهك ..
لن أوفيك حقك وأنت التي لا زلت تُصِرِّين بفضل الله علينا أن تهديني أجمل وأعظم هدايا الأرض والحياة على الإطلاق .. شكرا لله ، شكرا لك يا زهرة عمري وريحانة حياتي ..
نعم هي زوجتي ستأتي بحول الله بأجمل هدية في القريب من الأيام ، هدية من السماء تقدمها إلي زوجتي الجميلة الرائعة في حلة من الود والشباب الذي ستحييه للمرة الأخرى في نفسي وقلبي وعقلي .. شكرا لله ، شكرا زوجتي الغالية .. وللمرة الأخرى إني على درب الحب ، وفي عينيْك سأظل وفيا مخلصاً ، ومعترفاً بأنك أحلى عناقيد الدالية ، وأغلى من قطع المرجان والياقوت .. ودمت بود ..