بقلم: يوسف زمكحل
كانت النيجر تعيش في حالة من الأستقرار لسنوات طويلة مضت رغم أنها كانت تعيش وسط محيط مضطرب ، وهي شريك قوي لفرنسا ودول الغرب وفيها قواعد عسكرية تضم ألاف الجنود من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية .
وإنقلاب النيجر ليس هو الأول في تاريخ الإنقلابات في أفريقيا ولن يكون الآخير ولكنه أحدث توتراً على الساحة الدولية والإقليمية .
فالنيجر تحتل موقعاً جغرافياً مركزياً في منطقة الساحل التي تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأحمر شرقاً .
وفي الوقت الذي كان فيه القلق الغربي يتصاعد من أنتشار الحركات المتطرفة وموجات الهجرة إلى أوروبا أصدرت حكومة النيجر قانوناً يحرم نقل المهاجرين في جميع أنحاء غرب أفريقيا وحصدت بالمقابل على مساعدات أوروبية .
تتحدث التقارير عن وجود 3 قواعد فرنسية في النيجر تضم 1500 جندي على الأقل عدا المواقع اللوجستية التي تستخدم في التدريب ، ويوجد بها قواعد الأمريكية انشئت عام 2016 بمنطقتي أغاديس ونيامي وفيها 1100 جندي وخبير ، كذلك يوجد مركز لوجستي يضم قوات إيطالية وكندية تشترك في تدريب القوات الخاصة النيجيرية ويوجد أتفاقية شراكة عسكرية مع الإتحاد الأوروبي عقدت في عام 2022 من أجل دعم النيجر ضد الجماعات المسلحة.
يجري الناتو مناورة فلينتوك وهي تدريب سنوي مع قوات العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا .
تمتلك النيجر كميات هائلة من اليورانيوم والفحم وخام الحديد والقصدير والفوسفات والجبس والملح والنفط .
كثير من الدول على رأسها الغربية تُطالب بعودة الرئيس الشرعي للنيجر محمد بازوم الذي اطيح به في الإنقلاب .
واليوم أصبح الوضع أكثر تعقيداً فكثيراً من الأطراف تتوعد بالتدخل منها قوات فاغنر ودول أفريقية كابوركينا فاسو ومالي ودول ترفض التدخل مثل الجزائر وتشاد ولا أحد يعرف ما الذي سيحدث في الأيام القادمة ولكن هل سيقبل الغرب مثل فرنسا والولايات المتحدة التنازل عن مصالحهما في النيجر بسهولة ؟!