بقلم: عبدالله الديك
كلامي اليوم موجه إلى الأميركي من أصل عربي .. الذي بذل كل الجهد لكي يتحقق أمله في الهجرة إلى بلاد العم سام .. لكي يحيا و أولاده في أمان و سلام و تطلع لمستقبل أفضل.. الكل و اكرر الكل في البلاد العربية و الإسلامية يحلم بهذا .. الملايين سنويا يقدمون على الهجرة العشوائية.. وعندما يتحقق الحلم و يأتي و تفتح له كلّ الأبواب بحب و صدق و احترام .. و يمنح المساعدات المالية وكذا تعليم الأولاد و الضمان الصحي و فرص العمل دون تمييز لعرق أو جنس أو دين أو لون .. حسب الدستور الموقر الذي وضعه الأجداد المؤسسين كتعاليم الكتاب المقدس.. وعندما يستقر و يحصل على الجنسية الأمريكية وهو يوم يخلد في الذاكرة .. فرح هستيري عندما يحلف اليمين بالولاء لهذه الأرض الطيبة و يقسم بالدفاع عنها عند الحاجة … لكن !!! يبدأ بعدها التفتيش عن حقوقه و ما تؤمنه لهّ القوانين و خاصةً هؤلاء الذين لديهم أكثر منّ عائلة والكثير من الذرية .. أما الواجبات و القسم تتبخر مع ما في النفس من أحقاد و نكران .. يتناسون أحلامهم و تخرج أفعالهم فاضحة نياتهم ..
أتذكر أثناء إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خطابه في الكونغرس الأمريكي…. إن العرب الأمريكان و بينهم فلسطينيون.. صرخوا أمام المبني احتجاجاً وهم يحرقون العلم الأمريكي الذي يرمز للدولة الأعظم في العالم التي احتضنتهم … هذا بالخارج… أما بالداخل .. قام أعضاء الكونغرس بالتصفيق و القيام أثناء الخطاب ٥٨ مرة في ٥٠ دقيقة بمعدل مرة كل ٥٣ ثانية … يا تري مين كسب و مين خسر ؟؟
خطاب سياسي في منتهي الذكاء لاعباً على العاطفة مؤكداً وحدة الدولتين شاكراً الدعم و الجهد المبذول لضمان حماية الشعب الإسرائيلي.. وكذا الدعم اللوجستي و الحربي منذ عقود طويلة …وما يجهله المحتجون أن في حرب غزة قدمت أمريكا دعم ( أسلحة و عتاد ) بمبلغ ٤٥ مليار دولار.
فيا أيها الأمريكي .. حكم عقلك و صحي ضميرك ..اليوم قرر أين مصيرك و مستقبل أولادك الذين هم أجيال و قادة هذه الأرض المعطاءة ..
مشاركتك الفاعلة في إنتخابات للرئاسة الأمريكية.. صوتك أمانة .. الخير أمامك و الشر أمامك .
تابع الجميع المناظرة الأولي بين الرئيس دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري و كاميلا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي.. و كانت منذ الوهلة الأولى في صالح ترامب الذي أقدمت عليه هاريس بالسلام وهو في مكانه .. توترها كان واضحاً نظراتها و وجهها و حركة الجسد.. أما ترامب لم ينظر إليها بتاتاً بدّي هادئ واثق مهذباً.. تحيز واضح لمذيعي قناة ABC حيث قاموا بالتحقق من صحة ما ذكره ترامب عدة مرات على الرغم من أن هاريس قدمت بعض المعلومات غير الدقيقة إحداها انه لا توجد قوات أمريكية في منطقة قتال بالخارج وهي في حال قتال بالعراق و الشرق الأوسط و الخليج و اليمن ..
استعطفت كاميلا الأمريكان عندما ذكرت أنها من أسرة مكافحة و .. وعندما داهمها ترامب بقضية الحدود و ما يحدث فيها تهربت .. و كذبت عندما تحدث عن الإجهاض و كذا تهربت من حق من يريد تغيير جنسه في سن مبكرة على حساب دافعي الضرائب.. قضايا كثيرة لم تحسم بعد.. و لحين يوم الحسم في الخامس من نوفمبر.. على كل أمريكي يرعى الله في مصير هذه الأمة العظيمة ألا يبخل بصوته لإعادة الهيبة و الفخر لمن يحمل جنسيتها .
دعونا نختم مع الست أم كلثوم عندما شدت .. لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بات العيشي قبل الأوان و أغنم من الحاضر لذاته .. فليس في طبع الليالي الآمان .