بقلم: عادل عطية
لا يكون المرء أكثر من نقطة في رحاب الكون، ولكن عليه في هذه الحال: أن يكون نقطة مفكرة!
مررت بتجربة التأمل والتفكير في بعض الأرقام، وبدأت من الصفر، كما يقولون!
رقم: “صفر”، هو عدد ورقم على حد سواء، يستخدم لتمثيل العدد نفسه في نظام العد، ويستخدم كعنصر نائب في أنظمة القيمة المكانية. هو في حد ذاته، بلا قيمة، لكن إذا وضعناه إلى يمين أي رقم، زادت قيمته، وهذا يعلمنا ألا نستهين بشئ، وان نُقدّر كل شئ، وان نحدد قيمة أنفسنا بأنفسنا، بإتخاذ الجانب الايجابي في تعاملنا مع عالمنا، ومحيطنا!
أما رقم: “واحد”، فهو البداية الحقيقية للأرقام. واستقامته، تؤكد: أن الإستقامة هي البداية الحقيقية للإنسان!
أما رقم: “اثنان”، فهو رقمين في رقم. وتأكيد على امكانية أن يتوحد الصديقين والزوجين، ويكون الاثنان كالواحد، أو في واحد!
اما رقم: “ ثلاثة”، فيوحي بأسنته الثلاثية المرتبطة بواحد متجهاً إلى اسفل: بثلاثية الله، وارتباطه بالبشر، مما يؤكد: شعورنا بوجود الله معنا، ويذكرنا بالحكمة التي تقول: “الخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً”، كما يوحى شكلة بالشعلة التي تتقدمنا فى سباقات الانتصار!
أما رقم: “أربعة”، فهو يتكوّن من ثلاثة أسنة تتجه إلى الشرق، لتؤكد لنا: اهمية التطلع إلى الشرق، مصدر النور المتزايد، والحياة!
اما رقم: “خمسة”، فهو يضعنا أمام خيارين: احدهما سلبي، والآخر إيجابی. السلبية، أن ننظر إلى الرقم كدائرة مفرغة لا بداية لها ولا نهاية، رمزاً للضياع والتعب. والإيجابية، أن نشكل بابهامنا واصابعنا دائرة، نشير بها إلى اننا في حال جيدة!
اما رقم: “6”، فيتجه ناحية القلب. وما أجمل أن نستخدم القلب في تعاملنا مع الآخرين!
اما الرقمان: “سبعة”، و”ثمانية”، فأحدهما يشبه سهماً يتجه إلى أسفل، والثاني يتجه الى أعلى. كذلك الناس، يتشابهون في كونهم بشر، ولكن مجدهم، يحدده مدى توجهاتهم: أرضية كانت، أم سمائية!
أما رقم: “تسعة”، فيوحي لنا – بدائرته المتجهة نحو الأرض – إلى أن الحياة الأبدية، تبدأ من على الارض. ويوحي كذلك، بأن إله الحياة، ينظر إلينا دائماً من علاه!
أما رقم: “عشرة”، فيوحي لنا بأن الأب، يحب أن يكون ابنه في المقدمة، وبذلك يشعر الوالد بقيمته في الحياة!
اما رقم: “أحد عشر”، فيتكوّن من رقمين من مصدر واحد هو الواحد. ويمكن أن نعتبرهما رمزاً للزوج والزوجة معاً، فهما من مصدر واحد هو الله الواحد، وهما متساويان امامه، فليس في ايماننا من يتقدم منهما ومن يتأخر عن الآخر، فكليهما له رسالته في عائلته!
واما رقم: “اثنا عشر”، فإن تغيير رقم من هذين الرقمين، يُغيّر من قيمة العدد، ولكن مجموع الرقمين معاً، يكون ثلاثة، فنتعلم: انه إذا شاءت إرادة الله أن نكون في المقدمة، أو في المؤخرة، فلا يجب أن ننسى قيمتنا الثابتة كبشر من خلق الله!
وهكذا تكلمت لي الأرقام!