بقلم :هديل مشلح
قد تابعنا مؤخراً على القنوات العربية والأجنبية حديث الساعة عن تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأوروبية بطرق غير شرعية وبأعداد هائلة والمشاكل التي تفاقمت مع تفاقم أعدادهم على حدود النمسا والمجر , وبين مؤيد ومعارض لفكرة إعادة توطينهم في أوروبا والانقسامات التي تجري في الدول الأوروبية على كيفية تقسيم هؤلاء اللاجئين بعد أن أصبحوا أمراً واقعاً , وتابعنا الأعداد التي تموت غرقاً قبل الوصول إلى شواطئ الحلم الأوروبية والذين ماتوا خنقاً في سيارات نقل اللحوم ,لكن موت الطفل السوري ايلان الذي غرق على شواطئ تركيا والأب الذي ركلته الصحفية المجرية لتطرحه أرضاً فجّروا غضباً دولياً وتعاطفاً عالمياً مع هذه القضية وهنا كانت بداية الاستهجان والمطالبات الأوروبية لفتح دول الخليج أبوابها للاجئين السوريين على أساس درئ أخطار الموت المتعدد الذي يتعرضون له وعلى أساس وحدة العروبة والدم التي تجمعهم .
وهنا مع ازدياد الضغوط الخارجية على حكام الخليج بدؤوا بتصريحاتهم المتضاربة على لسان عدة مسؤولين تفيد بأن وجود اللاجئين على أراضيهم تغير الخريطة الديموغرافية لها . ما هي إلا حجج واهية لتضليل الرأي العام ثم أصدرت الامارات بياناً شبه رسمي يوضح أن الامارات تحوي على أراضيها أكثر من مليوني لاجئ سوري وأن أفضال الامارات غمرت السوريين ….. ولمن لا يعلم فإن دولة الامارات العربية المتحدة مع بداية الأزمة السورية أقفلت أبواب الزيارات للسوريين إلا بكفالات مالية خيالية ومنعت دخولهم حتى للعمل وأن من تعتبرهم الامارات لاجئين ليسوا إلا مغتربين مثلهم مثل باقي العرب والأجانب الذين يتواجدون على ارضها سعياً لفرص العيش الافضل يدفعون ثمن إقاماتهم وأجار بيوتهم وأقساط مدارس أطفالهم التي تساوي في الكثير من الاحيان أقساط شراء سيارة حديثة .
وهنا عادت السعودية مرة أخرى لتعيد أقوالها بناء على نصائح بعض المستعربين حتى لا تُهاجم عربياً ودولياً وهي الراعي الاول لقمع الحريات قامت بترويج الشائعات على أنهم فتحوا باب استقبال اللاجئين السوريين وإعطاءهم رواتب مجزية وأطفالهم سترتاد المدارس بالمجان ومساكن متوفرة وجنة فردوس مفتوحة.
وبدؤوا في نشرات أخبارهم بث فقرات تُظهر فيها طلاباً يرتدون الزي الخليجي في المدارس ويكون الخبر على النحو التالي : أطفال اللاجئين السوريين جنباً إلى جنب مع المواطنين في المدارس دون تفرقة .
وللعلم أيضاً أن السعودية ذاتها ذات القلب الرحيم والعطوفة وصاحبة جنة الفردوس قد منعت اعطاء تصاريح الدخول للسوريين لتأدية فريضة الحج منذ بداية الازمة السورية وحتى هذه السنة لتكون السنة الرابعة على التوالي التي حرمت السوريين من حق ادائهم لفريضة الحج فقط لأنها على اراضيهم .
لقد اختلط الأمر على حكام الخليج وظنوا أن أي سوري على ارضهم اصبح لاجئاً متجاهلين ميثاق الأمم المتحدة في حقوق اللاجئين يعتبرونهم لاجئين بالاسم دون اعطائهم حقوقهم .
وما يزال حكام الخليج يتحدثون عن الحرية وعن تحقيقها فقط عبر اعلامهم الفاشل وهم في الحقيقة ليسوا سوى دمية عربية بيد غربية .
اعلام فاسد و تصريحات كاذبة تسعى لإرضاء الرأي العام وحكومات خليجية فاسدة تعيث بالأرض فساداً وحروباً ويدفعون المليارات مقابل تغذية الحروب والفساد والإرهاب في العالم العربي .