بقلم: على أبو دشيش
هذه ليست المرة الاولي التي تقام فيها مزادات لعرض وبيع الاثار المصرية، فتقام الكثير من المزادات في الخارج لبيع تلك الاثار التي تذهل العالم أجمع، فالناس في كل انحاء العالم مفتنون بغموض وجمال الحضارة الفرعونية لدرجة ان كل شخص يريد قطعة منها،
وتقيم دار سوثبي للمزادات العالمية في لندن في 4 ديسمبر المقبل مزاد لبيع الاثار المصرية
وسادت حالة من الحزن في الوسط الاثري بصفة خاصة، والشعب المصري بصفة عامة لان الاثار المصرية هي ملك لمصر وللعالم أجمع ولكن لابد ان تكون في موطنها الأصلي وهو متاحف مصر.
خرجت تلك الاثار المصرية الى العالم أجمع بطرق متعددة فمنها على سبيل المثال عن طريق الاهداءات من ملوك مصر الى ملوك وامراء ورؤساء دول العالم لان الاثار المصرية قبل السبعينات كانت تباع وتشتري، قبل قانون الاثار ومنها ما كان يتم قسمته من خلال البعثات الأجنبية التي كانت تنقب عن الاثار المصرية، وغيرها من الطرق، فخرجت الاثار والمسلات المصرية التي تزين الان كبرى ميادين العالم مثل ميدان الكونكورد بباريس، ومسلة لندن، ومسلة الفاتيكان، ونيويورك، وإيطاليا، فضلا عن المتاحف العالمية المليئة بكنوز مصر.
ويري البعض ان الاثار المصرية خير سفير لنا في الخارج وأفضل دعاية لمصر.
وهناك دول لديها الكثير من الاثار المصرية مثل (فرنسا، أمريكا، بريطانيا، النمسا، وإيطاليا).
وفى عام 1970 أصدرت اليونسكو اتفاقية لمنع بيع ونقل الممتلكات الثقافية للدول.
ومعظم الاثار الموجودة بالخارج خرجت بطريقة عشوائية عن طريق القسمة بين البعثات المصرية والأجنبية او عن طريق الاهداءات قبل قانون الاثار، كمان ان الاثار المصرية كانت تباع وتشتري بشكل رسمي حتى السبعينات، فكنا نبيع الاثار امام متحف التحرير ويوجد مستندات لبيع اثار تم شراؤها من تاجر مصري وكانت الاثار تصدر بشهادات تصدير رسمية، وحتى الان ليس لدينا احصار رسمي لحصر الاثار المصرية خارجيا.
وخلال عمل الدكتور زاهي حواس في الاثار شكل اللجنة القومية لاسترداد الاثار برئاستة وكان بها الدكتور نبيل العربي والسفير السابق نبيل فهمي واستعدنا أكثر من 6 آلاف قطعة اثرية من كل دول العالم وطالبوا بعودة أهم 5 قطع اثار نادرة وهم (راس نفرتيتي وحجر رشيد، وتمثال حم ايونو، والزودياك بفرنسا وتمثال مهندس الهرم الثاني ببوسطن.
وحتى الان لا يمكن استراد الاثار المصرية بالخارج بالقانون، واتفاقية اليونسكو لا تعيد الاثار التي خرجت قبل عام 1973 فضلا عن ان القانون الدولي لا يسمح بذلك.
وأكبر خطأ ارتكبه الملوك والرؤساء السابقين هو اهداء القطع الاثرية فالتاريخ لا يهدي والاثار تحكي لنا قصص وتاريخنا العظيم وهو ليس ملك فرد ولكن ملك لنا جميعا
اما عن محاولات استرجاع الاثار فهو يحتاج جهد عالمي ولابد ان نكون أقوياء ونعرض قضية عودة الاثار على العالم أجمع.
ومن اهم القطع التي سوف تعرض في المزاد في لندن ديسمبر المقبل
تمثال نصفي من حجر البازلت، من العصر المتأخر وتمثال من الحجر الجيري من عصر الدولة الحديثة من عصر الملك أمنحت الأول، وقناع خشبي ملون لمومياء من الدولة الحديثة، وأيضا لوحة من الحجر الجيري من عصر الملك رمسيس الثاني وتمثال من البرونز للإله اوزوريس