بقلم: فـريد زمكحل
الدعوة المبكِّرة التي أطلقها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو لاجراء الانتخابات الفيدرالية في البلاد أملاً في تحقيق فوز مريح فيها يساعده على تشكيل حكومة أغلبية.
هي دعوة تفتقد للكثير من العوامل المؤهلة لتحقيق هذا الفوز المنشود الذي يأمل ويسعى إليه رئيس الحكومة ورئيس الحزب الليبرالي خاصة وهي لم تُراع التوقيت المناسب ولا الظروف الخاصة التي تمّر فيها البلاد ويمّر فيها العباد في ظل دخولنا في الموجة الرابعة من جائحة كوفيد – 19، كما أنه لم يُراع فيها سوى مصلحته الشخصية التي قدَّمها على مصلحة الشعب الكندي ككل، وهي القشة التي قسمت ظهر البعير وتهدد بالإطاحة به وبحزبه الليبرالي عن سدة الحكم خاصة وسط هذا الكم الهائل من التظاهرات المباشرة وغير المباشرة ضده وضد سياساته الخاطئة في معالجة الكثير من القضايا الداخلية التي تتعلق بمصالح المواطن الكندي بصورة ملموسة وملحوظة في الآونة الأخيرة وكلها معروفة للجميع، وهو ما يتيح الفرصة لعودة حزب المحافظين لسدة الحكم وللمشهد السياسي من جديد.
بعد موجة من الانتقادات الحادة ضده من كافة أحزاب المعارضة الكندية تقريباً حيث أعرب السيد سينج زعيم الحزب الديمقراطي الجديد عن عدم رضائه واصفاً تصرف رئيس الحكومة بأنه نوع من الأنانية، في الوقت الذي قال فيه السيد إرين أوتول زعيم حزب المحافظين (حزب المعارضة الرسمية) في مجلس العموم ما كان يجب على السيد ترودو إطلاق هذه الحملة الانتخابية في كندا خلال الموجة الرابعة من كوفيد – 19 التي تتعرض لها البلاد في الوقت الراهن وبأن هذا هو أكثر ما بات يُقلقه واصفاً إياه بأنه دائم تقديم مصلحته الشخصية على مصلحة الكنديين، الأمر الذي لم يختلف بشأنه أيضا موقف زعيم حزب الكتلة الكيبكية إيف فرنسوا بلانشيه ويهدد أحلام الحزب الليبرالي وزعيمه في البقاء في سدة الحكم بعد إعلان نتائج الانتخابات مباشرة والذي أعتقد بأنه بات قريباً وفقاً للشواهد المصاحبة له على الأرض منذ اطلاق الدعوة لإجراء هذه الانتخابات.
والسؤال المهم هنا هو كيف أقدم السيد ترودو على هذه الخطوة دون وجود برنامج انتخابي جديد واضح المعالم له ولحزبه هذا في حال فوزه في الانتخابات بالأغلبية التي تتيح له الاستمرار في سدة الحكم؟
وعلى أي شئ استند أو يستند لتحقيق هذا الفوز المزعوم؟
كل التوفيق وأطيب الأمنيات للفائز بهذه الانتخابات أي كان إسمه لأن الشعب الكندي يستحق ما هو أفضل..
والله ولي التوفيق.