بقلم: كنده الجيوش
جرت هذا الأسبوع الانتخابات الفيدرالية الكندية حيث فاز فيها بالأغلبية الحزب الليبرالي. هنا أود التوقف قليلا عند مسألة المساهمات العربية في الحياة العامة الكندية ومؤسساتها المتنوعة، واستشهد بإسمين اليوم هما حقيقة مثالاً للتحفيز والفخر .. مع الاحترام لأسماء كثيرة أخرى كبيرة نفخر بها ولا يتسع المجال لها هنا للمرور بها جميعاً.
احد هذين الاسمين هو شاب حديث أصبح عضو بالبرلمان ألا وهو فارس السود ، والاسم الآخر هو الدكتور ايمن الياسيني، وهو رجل مخضرم له إنجازات كبيرة في الخدمة العامة والحكومية في كندا ، وكذلك في خدمة الجالية وتأسيس منظمات متنوعة. وأخرها ومن أهمها الكونجرس السوري الكندي الذي قام هو الدكتور الياسيني بطرح فكرته و تأسيسه وهو أول كونجرس سوري يتأسس في كندا بعد تغيير النظام في سوريا ونجح في ضم مجموعة من أهم أسماء الشخصيات الرائدة التي تسعى توظيف خبراتها الكبيرة بين كندا والعالم وسوريا من اجل دفع النمو والتواصل بكافة مجالاته السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها في سوريا التي أنهكتها الحرب الطويلة وأثارها.
بداية الانتخابات الكندية الحالية كانت مميزة من حيث أنها وقعت تحت ضغوطات اقتصادية وسياسية كبيرة من قبل الولايات المتحدة وموقف المواجهة الشجاع الذي اتخذه المرشح الليبرالي مارك كارني الذي فاز بالانتخابات لرئاسة الوزراء.
هذه الانتخابات و نتائجها جلبت لنا و معها أول شخص كندي من أصل فلسطيني هو فارس السود ليكون عضوا في البرلمان الكندي خلفا لسلفه المخضرم الكندي من أصل سوري عضو البرلمان والوزير الكبير السابق ايضاً عمر الغبرا وهذا سبق سياسي كبير.
وهذا الفوز له رمزية ودلالة عميقة للجالية الفلسطينية في إبقاء قضيتها غير منسية ، في ذاكرتنا ، تحت الأضواء وفي أروقة البرلمان الكندي من قبل ابنها الشاب المُنتخب الذي يتحدث لغتها ويذكر قضيتها وأهلها وجاليتها ممن ساهموا في نجاحه في الانتخابات.
وفارس السود الذي فاز في منطقة مسيسيساجا في مقاطعة أونتاريو وبدعم شديد من الجالية العربية وعد بأنه سيخدم الجاليات جميعها سواسية ، على تنوع الأعراق والأديان والثقافات والمعتقدات الدينية أو السياسية بدون أي تمييز ، وأساس الخدمة هنا هو العدل.
نتمنى له التوفيق ونتمنى استمرار الدعم والنجاح بما يخطط لتحقيقه من إنجازات خلال الفترة القادمة و خدمته للمصلحة العامة في أروقة البرلمان.
وهذا يقودنا إلى أن نتذكر أهمية أن نعلم أولادنا أننا يجب أن ننخرط في مسيرة العمل السياسي والخدمة العامة والعمل المجتمعي والتطوع سواء في الدولة أو الجمعيات أو المنظمات ذات الأهداف المتنوعة.
ونحن لدينا أسماء كثيرة كبيرة
وهنا نأتي على مثال الآخر الكبير وهو الدكتور أيمن الياسيني، وهو ورئيس الكونغرس السوري الكندي وهو القاضي الإداري السابق وقاضي في محاكم الهجرة. حضر لكندا في فترة أواخر الستينات وهو أكاديمي سابق عمل في جامعه ماكغيل وكونكورديا كأستاذ محاضر وأيضا في جامعه الرياض في المملكة العربية السعودية ومؤلفاته مراجع في مجالها اليوم. وبعدها انتقل الدكتور الياسيني للمجال الإداري كموظف حكومي كندي بارز، عُرف بعمله في الوزارات الكندية المختلفة لتمثيل كندا وتطوير العلاقات الثقافية والتجارية بين كندا وعديد من الدول ، كما وله اهتمام واسع بقضايا حقوق الإنسان، والتعددية الثقافية، والدفاع عن قضايا اللاجئين. وكان المدير التنفيذي لمؤسسة العلاقات العرقية الكندية (CRRF) بين عامي 2006 و2012، حيث عمل على تعزيز المساواة ومكافحة التمييز في المجتمع الكندي.
وعلى الصعيد الدولي، عمل مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) في أنقرة، تركيا، كخبير في تحديد وضع اللاجئ بين عامي 2012 و2015. وفي عام 2012، حصل على وسام اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية تكريماً لخدماته العامة. وخدم في اللجنة التنفيذية كعضو مجلس إدارة الهيئة الكندية لمنظمه اليونيسكو، ورئيس مجلس الإدارة في منظمه الدراسات الكندية، وكان عضو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة للمجلس الكندي للعلاقات العربية في اوتاوا.
فارس السود والدكتور أيمن الباسيني رموز كبيرة في جاليتنا وقدوة كبيرة لأبناءنا جميعا نساندهم ونتعلم منهم.