بقلم: سليم خليل
في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما تقدمت عقيلته السيدة ميشيل أوباما بمشروع مفيد لصحة أطفال المدارس الأميركية يتضمن تغيير في وجبات الطعام المقدمة من الدولة لتحتوي خضار وفواكه بدلا من المعجنات السكرية و شرائح البطاطا المقلية الشيبس… في مجلس الشيوخ قامت المعارضة ولم تقعد وخاصة السيدة سارة بايلين عضوة مجلس الشيوخ في الحزب الجمهوري التي اعترضت قائلة نحن بلد حر ونأكل نحن وأطفالنا ما نريد وأرسلت إلى مدارس الأطفال شاحنات من الشيبس والمعجنات السكرية هدية من سارة بايلين لاطفال مدارس الولايات المتحدة .
ما تزال في ذاكرة الجميع المعارضة الشرسة لبرنامج الضمان الصحي لشريحة من السكان المقدم من الرئيس أوباما وكيف ألغى الرئيس دونالد ترامب الجمهوري ذلك البرنامج عند توليه الرئاسة ؛ كما أن الجميع يعلم ما تعاني إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من إلغاء الرئيس ترامب لمعاهدات وقعها الرئيس أوباما بحجة أن ترامب يستطيع أن يحقق برامج ومعاهدات أفضل !!!!!
المعارضة البناءة
كان سكان فنلندا الإسكندنافية في شمال أوروبا ذات الطقس القطبي البارد في السبعينات من القرن الماضي يعانون من أمراض القلب والسكري وزيادة الوزن ؛ وكانت تكلفة معالجة هذه الأمراض تشكل عبئا على ميزانية الضمان الصحي الحكومي . قدم الحزب الحاكم برامج مختلفة لتشجيع كل فئات الشعب للقيام بنشاطات رياضية مختلفة تنعكس نتائجها إيجابيا على صحة السكان وفي ذات الوقت تخفف من الأعباء المالية على برامج الضمان الصحي ؛ تضمن برنامج السلطة إنشاء أندية رياضية مجانية في كل شارع ليسهل لأي شخص المشاركة والقيام بتمارين رياضية بإشراف مختصين لتكون التمارين مفيدة وغير ضارة لجميع فئات الشعب فتيان ، شباب ومسنين .
في حينه قدمت المعارضة موافقتها واقترحت إضافة لبرنامج السلطة بيع بأسعار رمزية دراجات عادية لعموم الشعب لإستعمالها للنزهة والرياضة أو للحاجات اليومية بدلا من السيارات . لم يمض وقت طويل وإذا برياضيي فنلندا في طليعة المتسابقين في السباق العالمي للدراجات.
سارت على خطى فنلندا جاراتها دول السويد والنرويج والدنمرك وأخذوا يشجعون استعمال الدراجات بتأمين ممرات خاصة للدراجات وإغلاق ساحات وطرق لصالح إستعمال الدراجات وكانت النتائج مفيدة صحيا ومفيدة لسلامة البيئة .
في كندا تنفذ البلديات برامج مماثلة لتشجيع استعمال الدراجات العادية بتخصيص ممرات خاصة للدراجات في الشوارع العامة والحدائق ومن الأمور المفرحة عندما نشاهد مجموعات من مئات الشباب والشابات على الدراجات أيام الربيع والصيف في شوارع المدن يمنع فيها سير السيارات لتشجيع جميع فئات الشعب للنزهة واستنشاق الهواء النقي وتقوم البلديات بتنفيذ هذه المشاريع الصحية دون مرورها في البرلمان للمناقشة بين السلطة والمعارضة .