بقلم: فـريد زمكحل
كلما قرأت وتأملت طويلاً في معطيات حاضرنا التعيس المعاصر، كلما اكتشفت حجم المخطط الشيطاني الخطير الذي يُنفّذ من خلال الحواسب الألية أو ما يسمى بـ «البرمجيات» للسيطرة على العقل الإنساني وتوجيه سلوكه بما يخدم المصالح الشخصية لواضعي وممولي هذه البرامج الشيطانية، التي تعمل للسيطرة على كل شئ وأي شئ تحت مفهوم طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وتطبيقاً لسياسة «الاختراق الهادئ»، الذي بدأ مع ظهور السينما في ديسمبر سنة 1895، والتليفزيون في 26 ابريل سنة 1935، ومعهما بدأت وانطلقت مفاهيم ومحاولات السيطرة على العقل البشري لتوجيهه سلوكياً بما يخدم المصالح الخفية لبعض المنظمات والمؤسسات الهادفة للسيطرة على الأنظمة الدولية وبالتبعية على مقدرات الشعوب، خاصة أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية التي شكَّلت عصب التحول الحقيقي في اتجاه التطور التكنولوجي المستمر وخلق ما يسمى بالعصر الحديث أو عصر التكنولوجيا الذي قام وارتكز على القوة الاقتصادية مع القوة العسكرية للسيطرة على العالم، والأهم للسيطرة على أسبقية التطور العلمي في جميع المجالات وخاصة في مجال الحواسب الآلية التي كان ظهورها الأول في ألمانيا سنة 1936 على يد المهندس الشاب (كونراد تسوزه) البالغ من العمر 26 عاماً.
ومن هنا بدأت مسيرة التنافس الدولي لصناعة الحواسب الآلية حتى وصلت بنا للهواتف الذكية التي أصبحت تشكّل عصب السيطرة التامة للدول الكبرى على العقل البشري في جميع أنحاء العالم لتوجيه سلوكه من خلال ما تُروّجه من برامج وتطرحه من أخبار وما تبثه من مواضيع وفقاً لما تتطلبه مصالحها العامة والخاصة خيراً كان أو شراً، من مصالح سياسية واقتصادية ودينية عقائدية أو اجتماعية إلى آخره، ومنها ما بات يُهدد القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية والحياة الأسرية الطبيعية بدءاً من الطفولة وصولاً إلى الكهولة في تلاعب مستمر للقضاء على كل المفاهيم الإنسانية القديمة في عداءٍ واضح لله والسماء وللأرض وكل من عليها ، ومنها نشر المثلية والكفر والإلحاد والعنف والتطرف بالشكل والطرح الذي يُريدونه ويخدم المصالح الشخصية لمن يقفون وراء الستار من عبدة الشيطان وأعوانه.
وفي تقديري أن الحرب العالمية الثالثة التي باتت تلوح في الأفق ستكون كلمة الفصل الأخيرة بين من يؤمنون بالخير وبالله والإنسان وبين من يعبدون الشر ويسعون لتوسيع نطاق سيطرتهم على كل شئ وأي شئ في العالم من خلالها.
وعلى كل إنسان اختيار طريقه وتحديد مصيره إما بالعودة لإنسانيته المعهودة أو بالتنازل عنها إلى الأبد، وأن يعلن موقفه النهائي من كل ما يحدث وما إذا كان شخصاً مُخيّراً أم مُسيّراً والفرق كبير بينهما!!
تماماً كالفرق بين مَن يقبل ويرضى لنفسه بأن يحوله البعض إلى إنسان آلي وبين مَن يرفض ذلك رفضاً كلياً احتراماً لعقله وحفاظاً على عالمه وإنسانيته ومستقبل أولاده وأحفاده وسلامة معتقده من الديني والفكري من كل عوامل التلوث والضياع.