بقلم: كنده الجيوش
تقوم بعض الدول أخيراً في أوروبا وحول العالم بحظر استخدام الهاتف النقال أثناء التواجد في الصفوف الدراسية.
وقام مثلا رئيس وزراء بريطانيا بتقديم التوجه الحكومي بحظر الهاتف النقال في اليوم الدراسي. ويقدم التوجيه الحكومي الجديد مجموعة من الطرق لتنفيذ الحظر.
ومنها مثلا ترك جميع الهواتف في المنزل أو تسليمها عند الوصول أو الاحتفاظ بها في خزائن لا يمكن الوصول إليها أو السماح للطلاب بالاحتفاظ بها بشرط لا يتم استخدامها أو سماعها.
وتشير إحصائيات موثقة إلى أن حوالي ٩٧ بالمائة من الأطفال في سن ١٢ لديهم هواتف نقالة ويؤدي استخدامها في المدارس إلى استخدام الإنترنت والإلهاء وتعطيل الفصول الدراسية.
وكانت دول أوربية وغيرها سبقت لندن بهذا القرار.
وأغلب التبريرات تنصب على أنها مؤذية لمسيرة التعليم التلاميذ الصغار واليافعين وكذلك المراهقين لأنها تشتت انتباههم عن الدروس من خلال الألعاب التي تلهيهم عن الشرح أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه المواقع التي تتفاعل معهم من خلال إثارة اهتمامهم بمواضيع شيقة بعيدة عن الدراسة ويصبح الأمر مثل الإدمان من خلال تطبيق لآخر ومن خلال تعليق لآخر أو فيديو لآخر أو رسالة مع زميل أو صديق داخل الدرس أو خارجه.
لا وبل بعضهم يصبح هو متفاعل دائم رغم صغر سنه أو كبره ويترك الدراسة طمعا بشهرة مبينة على الجهل بسبب بعض هذه المواقع ويشجع آخرين على هذا الأمر بكونه قدوة لهم.
وينتهي الأمر بالتلميذ ابعد ما يكون عن الحصة الدراسية وبالتالي تدهور المستوى التعليمي لجيل كامل. ناهيك عن الإدمان على هذه المواقع حتى بعد انتهاء اليوم الدراسي في المنزل وبدلا من مراجعة الدروس ينصب الأمر على متابعة الفيديوهات والألعاب والمحادثات السابقة.
وهذا الأمر يعاني منه الكثيرون وحتى هنا في كندا سواء على المستوى التعليمي أو المنزلي. ويصبح الهاتف النقال هو المربي بدلا عن الأهل.
والأدهى من هذه وذاك كثرة المتحدثين والمؤثرين والفيديوهات التي تشجع الطلاب على إهمال الدراسة على أساس إن اكبر المستثمرين والناجحين في عالم المال في العالم والتكنولوجيا لم يكن لديهم شهادة علمية.
وهذا طبعا بعد أن تكون هذه المواقع غسلت دماغ التلميذ وزادت من حجم حبه وتعلقه بالأمور المادية والمظاهر بشكل أصبحت هي ما سيؤكد أهميته في المجتمع بدلا من تعليمه والثقافة التي يحملها هذا التعليم.
وهنا ينجر التلميذ نحو طرق لصنع المال بعيدة عن التعليم ولا يبذل الجهد في العلم على أساس انه متعب دون جدوى.
القرارات بالمنع مفيدة.