لا شك أن زيارة الرئيس السيسي لأمريكا هي الحدث الأهم الذي فرض نفسه وكان تماما كالشمس الساطعة التي أشرقت في سماء نيويورك بل وسماء العالم كله فالكثيرون ينظرون إلي السيسي على أنه بطل أستطاع أن يحرر مصر من الإستعمار الإخواني وأعاد هيبتها ودورها الفعال في قلب موازين العالم بينما يعيش البعض الآخر في غيبوبة الترامادول ينظر إليه على أنه قائد لإنقلاب عسكري على حكم رئيس كان أسمه مرسي .!
وما أن وصل الرئيس السيسي وبعد رحلة طويلة أمتدت لأثني عشرة ساعة لم يذهب ليأخذ قسط من الراحة بل ليبدأ العمل وأجتمع مع الملك عبدالله ملك الأردن وغيره من المسئولين العرب والأمريكان ثم تقابل في اليوم الثاني وزير الخارجية ومهندس الدبلوماسية الأمريكية الأسبق في عهد الرئيس جيمي كارتر السيد هنري كيسنجر والسيدة مادلين أولبريت وزيرة الخارجية في عهد الرئيس بيل كلينتون وغيرهم من المسئولين الأمريكان ولا شك أن لقاء الرئيس السيسي والرئيس أوباما والذي لم يتم بعد حتى كتابة هذه السطور سيكون هو الحدث الأهم ليس للعالم فقط بل لكلا الرئيسين فالرئيس أوباما يريد أن يرى الرجل الذي أفسد خططه في الشرق الأوسط وقام بقلب المائدة في وجه أمريكا وضرب الكرسي في الكلوب والرئيس السيسي يريد أن يرى الرجل الذي تآمر على وطنه مصر وأمته العربية وحول بعض دول المنطقة إلي ساحة حرب وخراب يقف على أطلاله البوم ويملئ ربوعه رائحة الموت ، رجل يبطن غير ما يظهر ويظهرغير ما يبطن ، ورئيس دولة لا تعرف الرحمة شغلها الشاغل هو مصالحها والدولار الأخضر ليقول له أن مصر حماها الله تمرض ربما ولكنها لا تموت عندما تزأر يسمع زئيرها العالم كله ، يحمل شعبها في عروقه جينات فرعونية تتحدى المستحيل .
سينظر الرئيس أوباما لعيون الرئيس السيسي ليجد قوة لا حدود لها وإصراراً يفوق الوصف وإرادة يقف من خلفها شعب يساندها ويدعمها وسيري إن كان يرى في عيون السيسي مصر وطيور الحمام تحوم في سمائها ورجالها ونسائها يكتبون تاريخاً جديداً .. ونثق بأن مصر في عيون السيسي شيئاً أكبر من فهم الرئيس أوباما لها.