بقلم: عبدالله الديك
تمر الأعوام سريعة وتحل الذكري التي حدثت في تاريخ مصرنا الغالية ألا و هي ما أسموه ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ….
كبرنا و وعينا .. و عرفنا ما لم نكن نعرفه لسنوات عدة .. رغم أن كتابنا الكبار في القيمة و القامة أدركوا فداحة الحدث فكتب أستاذنا توفيق الحكيم قصة ( عودة الوعي ) .. و أفاق المصريون بعد وقوع نكسة يونيو ١٩٦٧ .. و مع تمثيلية عودة الزعيم الي الحكم مرةً أخرى.. كتمت أنفاس المواطن وتعرض للتنكيل و المصير المحتوم إذا تكلم وراء الشمس ..
حتى أنهم وثقوا الحدث في فيلم ( رد قلبي ) الشهير الذي عندما يعرض الآن يصرخ المواطن الذي كان مغيباً آه يا كدابين يا آفاقين.. و تسب انجي بطلة الفيلم بأقذع الصفات .. أتذكر مقابلة صحفية في مجلة المصور سئل الفنان الراحل الكبير شكري سرحان عن أهم أدواره فقال ( شباب امرأة) مع الكبيرة تحية كاريوكا..راقصة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان … وكذا ( الزوجة الثانية) مع السندريلا سعاد حسني والعمدة صلاح منصور .. وعدد الكثير من الأدوار المهمة له علي الشاشة الفضية… ولكنه لم يذكر دوره في فيلم رد قلبي !!.. تعجب الصحفي وقال له و أين علي ابن الجنايني.. رد شكري سرحان بإصرار.. لآن علي ابن الجنايني خطف و اغتصب حق مش حقه .. و لأن علي هو الظالم و المعتدي .. مش الباشا ولا البرنس علاء الذي قام بدوره الكبير الراحل احمد مظهر وكان في الواقع هو احد الضباط في هذه الثورة المزعومة ..
فانبري الصحفي بغضب لماذا قبلت الدور طالما دي قناعاتك .. قال رحمه الله .. هل وقتها كان عندك خيارات لرفض أوامر عليا في زمن زوار الفجر ؟؟؟
هذا باختصار.. اقتناع الشعب المصري بأكمله اليوم بعد ٧١ سنة علي قيام حركة الضباط التي أطلق عليهم وقتها الأحرار …. لكنهم اخذوا البلد لمنعطف خطير أعادها الي الوراء سنوات فاقت عمر الثورة المجيدة .
قرأت مذكرات الرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد رحيل الملك فاروق.. الذي وصفوه الضباط ظلماً و بهتانًا بصفات حقيرة أثبتت الأيام براءته… خطط الضباط أن يكون نجيب كونه وجه محبوب للشعب المصري و الجيش أن يكون واجهة يتواروا خلفها .. و عندما تمكن الزعيم الخالد ابو خالد من البلد .. اعتقل نجيب في فيلا زينب الوكيل زوجة النحاس باشا في المرج .. لمدة ١٨ عاماً أذاقه خلالها شتي صنوف العذاب هو وأسرته … و ذكرها الرجل في مذكراته … إلي أن رحل الزعيم و أعاد الرئيس السادات لنجيب كامل حقوقه و أكرمه بمنزل و معاش خاص..وتشاء الأقدار أن يرحل السادات في حادث اغتياله بالمنصة في يوم احتفاله بنصر أكتوبر المجيد.. ويخرج الرئيس مبارك مشيعاً الرئيس السادات في جنازة عسكرية مهيبة.. تكريمًا للرجل الذي ضحي بحياته في سبيل تحقيق حلم المصريين .. أضاعه الزعيم بنرجسية و زعامة فارغة …
اليوم .. و بعد أن فقدت مصر الريادة و العنفوان ..و وصلت الأحوال المعيشية للمصري الي الحضيض ..تمكن زمرة من الأشرار الآخرين الوصول الي سدة الحكم بعد أن اجبر الرئيس مبارك على التنحي …و كون علم المصريين إن مصر محروسة من قبل الرب..
خرج الشعب بالملايين في ٣٠ يونيو .. مكلفاً الرئيس عبدالفتاح السيسي باستلام زمام الأمور .. مطالباً بالقضاء على الإرهاب و إعادة مصر الي وضعها الطبيعي ألا و هو الريادة.. و قبل الرجل مشكوراً التحدي الخطير … و عمل بكل أمانة و جد وإخلاص.. و ناكر من يتغاضي عن الانجازات علي ارض الواقع..
و مع إنهيار الاقتصاد العالمي بعد أزمات مفتعلة و واضحة .. لأغراض إحتكارية و سياسية .. أصبحت الأسعار ملتهبة في أرجاء المعمورة.. و بالتالي مصرنا الغالية التي هي جزء من تلك المعمورة ..
الشعب الذي خرج في السابق .. يوجه نداء الي الرئيس عبدالفتاح السيسي.. اعلم أن الشعب المصري معك يؤازرك و يطلب منك أن تكمل مسيرة الإصلاح و البناء و التنمية ..
مليارات الدولارات التي تنفق الآن للانتخابات الرئاسية القادمة لمصر .
منصات إعلامية مأجورة تلعب علي أوتار الحالة الاقتصادية و ارتفاع الأسعار…
محاولة إعداد مرشح ضد الرئيس السيسي لعلمهم أن وجودك خطر عليهم .. لأنك عملت المستحيل و الإعجاز لمصر .
سير علي بركة الله و الله معك ..و تحيا مصر.