بقلم: يوسف زمكحل
نحن نعيش وهم الديمقراطية أم نحن نعيش ديمقراطية الوهم ولا أعرف لماذا كلمة الديمقراطية تخيف حكامنا العرب رغم أنهم وعودونا بها قبل انتخابنا لهم والديمقراطية التي نعرفها في أبسط معانيها أن تقول رأيك بصراحة في الحاكم وقراراته إن كانت صائبة أو خاطئة ولكن يبدو أننا صدقناهم فتخيلنا أننا سنقول رأينا بصراحة لأسباب كثيرة أولها أننا شركاء في الوطن وإعطاء رأينا هو حق ولازم علينا وثانياً أننا لسنا على خصومة مع الحاكم بدليل إنتخابنا له مقتنعين أنه الأصلح لقيادة الوطن .
الحاكم الذكي هو الذي يسمع لرأي المواطن خصوصاً إذا كان رأياً منطقياً لا أن يضع صاحب الرأي في السجن مع المجرمين والقتلة كل هذا لأنه قال رأيه في قرار أو تصرف خاطئ إلا إذا كان الحاكم يرى نفسه إلهاً رغم أن الإله نفسه يسمح لك بأن تقول رأيك فيه ولا يعاقبك على هذا الفعل!
وأتحدى أي حاكم عربي سمح لمواطن في بلده أن يقول رأيه -وأستثني في ذلك لبنان رغم فساد حكامه – دون أن يعتقل أو يسجن .
في وطننا يسمح لك الحاكم أن تنتخيه ولكن لا يسمح لك أن تعارضه لا يسمح لك تقول له أنت أخطأت ليسمح لك حتى أن تتناقش فيما فعله ويا ويلك أن قلت أو عبرت عن غضبك فالنتيجة أنك ستكون في عداد المفقودين أو ضمن المغضوب عليهم!
الخطأ ليس حكراً فقط على المواطن فهو يصيب الحاكم أيضاً وخصوصاً الحاكم الديكتاتور الذي يتناسى وعوده فور جلوسه على الكرسى فتجده يخرج مخالبه ويكشر عن أنيابه ولا يتعلم ماذا فعلت الشعوب بالديكتاتوريين عبر التاريخ وينسى مقولة لو دامت لغيرك ما وصلت إليك!
أيها الحاكم العربي أستمع لمواطنيك وأسمع رأيهم وأقنعهم بوجهة نظرك وأترك باب الحوار مفتوحاً على مصراعيه ولا تقفل بابك أمام فقير أو جائع أو غاضب وكن طويل البال في أن تسمعهم حتى يصبحوا مؤيدين لك وليس خصوماً وخصوصاً أن الجميع يسيرون في مركب واحد فيه المواطن مع الحاكم ولو غرقت المركب سيغرق الجميع .