بقلم: عادل عطية
كلما رأيت الكثير من الروابط البشرية وهي تتمزّق وتنفرط، ويُلقى بها بعيداً جداً عن صلات الرحم، والإنسانية. أتذكر المشيمة وهي تُطرد بعد المرحلة الثالثة من المخاض. ويُلقى بها في مصيرها الأخير بعد أداءوظيفتها الحيوية!
فالمشيمة لها وظائف هامة، من أهمها: تثبيت الحمل، وتغذية الجنين. لذلك، يُطلق عليها في ماليزيا:”الطفل الأكبر سناً”!
هناك من يُكرّمها كأهالي هاواي الأصليون، باعتبارها جزءاً من الطفل، حتى أنهم يزرعونها تقليدياً بشجرة يمكن أن تنمو إلى جانبه!
وهناك، كما في كمبوديا وكوستاريكا، يدفنونها لا لشيء سوى اعتقادهم أن ذلك يحمي، ويضمن صحة الجنين والأم!
لكن هناك بالمقابل – كما في بلادالغرب ـ حيث لم تعد للمشيمةأهمية في شيء، فيقومون بحرقها فيمحرقة!
ولأن المشيمة هي ثالوث الأم، والطفل، ولأنها في الغالب، تُدفن للتأكيد على العلاقة بين البشر والأرض: خلقاً، وأخلاقاً، فلابد من الحديث عن زوجة الأب الشريرة!
فمن الأكثر غرابة والبعيد عن الإنسانية، أن تحل الزوجة محل أم الأولاد التي ارتحلت في طريق الأرض كلها. وبدلاً من أن تكون لهم أما “بديلة”، تتحوّل إلى “عدو ماكر”، يكيد بالأطفال الذين قد يكونون في سن صغير لا يفقهون من أمور الدنيا، والكره فيها شيئاً!
انها فلسفة المشيمة!