فـريد زمكحل
مازلتً أرى في الهدنة المُعلنة بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة غزة بقيادة حماس بادرة أمل في وضع حد لهذه المعارك الشيطانية التي قتلت ونالت من حياة الآف المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة.
أقول مازلتُ أرى بأن هناك أمل في استمرار أمد هذه الهدنة وصولاً لجلوس الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وجهاً لوجه على طاولة المفاوضات برعاية دولية للإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة جنباً إلى جنب الدولة الإسرائيلية، بعد تفاهمات واضحة ومكفولة دولياً لشكل هذه الدولة وحدودها المعترف بها.
لإنه وفقاً لحسابات العقل والمنطق لا يمكن لإسرائيل ولا للفلسطينيين تحمّل تكلفة استمرار هذه الحرب سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى الخسائر البشرية والإنسانية التي ستنال من الطرفين ولن تنتهي، وكما يقولون يا روح ما بعدك روح، وقد يساعد استمرارها على دخول أطراف أخرى مع أو ضد جانب على جانب، خاصة وللطرفين الكثير من المؤيدين والمعارضين في آن واحد.
هذا بخلاف الوضع الداخلي المتأزم التي باتت تستشعره بعض حكومات الدول الكبرى بسبب تحيّز هذه الحكومات للجانب الإسرائيلي رغم كل ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية المنقسمة على ذاتها من جرائم حرب دون أي مسائلة دولية واضحة مع غياب ومنع كل أشكال الإدانة لمثل هذه الجرائم، ما قد يؤدي لخلق نوع من الفوضى في هذه الدول من خلال بعض الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل والمؤيدة للحق الفلسطيني في إقامة دولته الحرة المستقلة، هذا إلى جانب خوف هذه الحكومات من تأثير هذه التحركات على نتائج الانتخابات الرئاسية والحكومية القادمة، علاوة على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة والمتردية التي باتت ملموسة ويعاني منها غالبية المواطنين في معظم دول العالم سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في المملكة المتحدة وعموم الدول الأوروبية التي مازالت تعاني ويُعاني مواطنيها من الآثار الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية وأدت إلى غلاء أسعار المعيشة اليومية على جميع الطبقات الشعبية الكادحة بشكل صريح وواضح وملموس بات يهدد الأمن الاجتماعي والاستقرار المجتمعي المنشود في هذه الدول.
الأمر الذي يتطلب من هذه الحكومات ضرورة مراجعة مواقفها السياسية للوصول للاعتدال المطلوب والحيادية اللازمة لإنهاء هذا الصراع وهذه القضية برعاية دولية تضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي من خلال مفاوضات جادة مثمرة تنهي هذا الصراع الذي بدأ منذ سنة 1948 ، وذلك بإعلان ميلاد دولة فلسطين الحرة المستقلة بجانب الدولة الإسرائيلية.
الأمر الذي تقتضيه الحكمة ويقرّه العقل والمنطق للحفاظ على السلام والأمن الدوليين وهو ما ينتظره ويتوقعه الجميع، وغداً لناظره لقريب.
وعلى الله توكلنا إذا خلصت النوايا واكتمل العزم وهو سميع مجيب، مع أطيب أمنياتي بالسلام العادل للشعب الفلسطيني ولكل الشعوب الساعية لتحقيق العدل والسلام في قضاياها الوطنية المشروعة والعادلة.