بقلم : أمال مظهر
غابت مع غروب الشمس تلك التي كنت احسبها آمال للفرد وهو في سن الشباب بقي منه قليل من الذكريات توسوس في إحساسي وخاطري عند المنام وأسرح في بحر الأحلام.
كانت شمس النهار تشرق بعد صراع مع الليالي والهواجس تتسابق لتأخذ من عمري أجمل الأيام والليالي أحسبها تراقبني وتزودني بأسعد الأوقات مع نشاطي ورفقة الأحباب التي ملئت قلبي بالحب والإخلاص وما رسمته لأكون أسعد النساء.
يوماً بعد يوم يكبر الحلم وأنا في عجلة الزمان السريع لتحقيق ما أريد وأحصل على الكفاءة العلمية العالية لإدارة مؤسسة مديرة مكتب، او متجر كبير….
كانت الأحلام في طريقها الى النجاح، حصلت على شهادة الثانوية العامة، دخلت الجامعة وبذلت جهوداً في الليل والنهار (على قول المثل من طلب العلا سهر الليالي) ترفعت ونلت الدرجة الممتازة وحصلت على الماجستير في العلوم وكان الظرف الملائم ان اعمل في المختبرات الجرثومية والتحاليل الطبية …..
بعد عام تقدم لي شاب لا يقل جدارة عن كفاءتي وحسبت نفسي (ماري كوري وزوجها) وحققت ما كنت أحلم به رزقنا اولاداً وهنا بدأ الدولاب يدور بعكس الأماني لسوء الحال أن طفلتي كان نموها بطيء بعد عرضها على الإخصائي ومعاينتها شرح لي الطبيب انها تعاني من مرض التوحد، وانقلبت حياتي وخيم عليها الحزن والكآبة مما انعكس على الاسرة جميعا ووظيفتي بإهمالي، وهمي الوحيد هو طفلتي، سنة بعد سنة وأنا أذوب كالملح في الماء، منهكة وهزيلة لا شهية ولا فرح، راجعت الطبيب وأشرف على علاجي وإجراء كل الفحوصات والصور ولم تتغير حالتي النفسية وخوفي على طفلتي لكن الى الأسوأ والتشخيص السريري هو مرض لا دواء له، وكانت أحلامي تضيع وهمي الوحيد ابنتي وقلبي يعتصر ألماً شاخصة أمام صورة السيدة العذراء أتضرع في صلاتي لكي تتحقق معجزة شفائي وبقائي بقرب طفلتي وعائلتي متسائلة هل القدر له في ترتيب حياتي وإيماني الكبير دوما في الله ؟
بعد شهور من الألم والعذاب جاءني كاهن الكنيسة وبين يديه الكتاب المقدس ليبارك المنزل والعائلة بالصلاة والمياه المقدسة حيث لاحظ بدموع العذراء مريم ترشح زيتا وتابع الصلاة وبإصبعه مسح الدموع لتزرع دموع جديدة، حينها التفت نحوي قائلا لا تخافي يا ابنتي انت بخير وشفاءك قريب بإذن الرب تقربت من الصورة جاثية على ركبتي ودموعي تنهمر كشلال مع رجفة وقشعريرة تنتابني ودوار لم أشعر به وغبت عن الوعي.
بعد إسعافي في المستوصف تحولت الى المستشفى من جديد لإجراء الفحوصات كانت المفاجئة والدهشة ما أظهرته نتائج الصور والتحاليل، ثم التفت الدكتور بعد اطلاعه على النتائج قائلا، انت في صحة جيدة وأحسن حال كل التحاليل والصور لا يوجد اي خطر على حياتك … ارتسمت البسمة على شفتي بعيون فرحة للحياة، تغيرت حالتي النفسية بقدرة قادر بعودتي الى منزلي نشيطة قوية امام العائلة لتعود سعادتي لطبيعتها برعاية اسرتي وإمكاني متابعة عملي بالشركة وإيماني القوي بأن الله هو الشافي…